شرعت الحكومة الإسبانية في دراسة الخيارات الممكنة لتجاوز الأزمة مع المغرب، التي اندلعت على خلفية استقبال مدريد لإبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو دون تنسيق مع المغرب.
وقالت صحيفة "إل باييس" الاسبانية إنه في الوقت الذي وصلت فيه الأزمة إلى طريق مسدود بدأت الحكومة الإسبانية تدرس خيارات طي هذه الصفحة والعودة إلى الوضع الطبيعي.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادر ديبلوماسية اسبانية أن الحكومة وضعت خيارين من أجل تجاوز الأزمة أحدهما اتصال الملك الإسباني فليب السادس بالملك محمد السادس أو زيارة أحد وزراء الحكومة للرباط.
واعتبرت المصادر أن اتصال الملك فليب السادس بالملك بمحمد السادس لن يكون اعتذارا، لكن المغرب سيأخذ الأمر على هذا النحو.
و اعتبرت الصحيفة أن اسبانيا أقدمت على بادرة أولى من أجل تجاوز الأزمة مع المغرب من خلال إبلاغه بمغادرة إبراهيم غالي لاسبانيا، دون أن تكون مضطرة لذلك، لكنها أقرت ضمنا أن عدم اخطار المغرب بدخوله التراب الإسباني كان خطئا.
وتضيف الصحيفة أنه على عكس ما كان متوقعا، لم يتجاوب المغرب مع هذه الخطوة، واختار الصمت.
وبحسب مصادر الصحيفة فإن السلطات الإسبانية تتعامل بحذر مع هذا الملف، وتحاول تجنب كل ما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد من طرف المغرب.
وتؤكد الصحيفة أنه في الوقت الذي لم يلجأ المغرب إلى أساليب أكثر تصعيدا من قبيل طرد السفير الإسباني أو توقيف التعاون الأمني، لم يتجاوب بعد مع مطالب اسبانيا بإيجاد حل لحوالي 1000 قاصر وحوالي 500 بالغ دخلوا سبتة في الآونة الأخيرة.
يذكر أن الملك محمد السادس كان قد أعطى تعليماته بإعادة الأطفال المغاربة القاصرين غير المصحوبين بذويهم في أوروبا إلى المغرب.
وكان المغرب احتج بشدة على استقبال اسبانيا لإبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو من أجل العلاج، واستدعى سفيرته في مدريد للتشاور.
و مثل غالي أمام القضاء الاسباني الثلاثاء الماضي أمام القضاء الإسباني على خلفية رفع شكايتان في حقه بتهمة "التعذيب" وارتكاب "مجازر إبادة"، قبل أن يسمح له بمغادرة اسبانيا.
من جهته، اعتبر المغرب أن الأزمة "لن تحل بالاستماع" إلى غالي فقط، مشددا على أنها "تستوجب من إسبانيا توضيحا صريحا لمواقفها وقراراتها واختياراتها". وشددت وزارة الخارجية على أن القضية تشكل اختبارا لمصداقية الشراكة بين البلدين..