سجل المغرب خلال نهاية الأسبوع المنصرم، إصابات مؤكدة بفيروس "كورونا" المستجد، قاربت الـ10 آلاف إصابة، وهو أعلى معدل يسجل منذ قرابة العام.
كما ارتفعت نسبة الوفيات وتجاوزت نسبة ملء أسرة الإنعاش الـ20 في المائة. أرقام تطرح السؤال حول ما إذا كان المغرب يعيش انتكاسة وبائية تهدد المنظومة الصحية؟
المؤشرات التي تقدمها وزارة الصحة، تظهر أن موجة الانتقال الجماعية للفيروس، تسجل للمرة الثانية في المغرب، وأنها دخلت أسبوعها الخامس، وتسارعت منذ قرار فتح الحدود مع عدد من الدول، وقبله تخفيف تطبيق مجموعة من الإجراءات الاحترازية.
"تيلكيل عربي" سأل خبراء في الصحة ومكلفين بتببع جائحة فيروس "كورونا" المستجد، وأكدوا أن ما نعيشه اليوم "هو موجة رابعة لانتشار (كوفيد-19)، لكنها الثانية من نوعها، من حيث سرعة الانتشار وشموليته على كافة جهات المملكة، والتي دخلت في الأسبوع الخامس من الموجة إلى المنطقة البرتقالية".
ويفسر المختصون هذه الموجة بما يشبه ما عاشه المغرب خلال نفس الفترة من العام الماضي، "خلال بداية صيف العام الماضي، ارتفعت حالات الإصابة بالفيروس، وارتفعت معها حالات الإصابات الحرجة".
لكن الملاحظ، وحسب تفسيرات الخبراء والمختصين في الصحة، أن "انعكاسات كموجة انتشار الفيروس صيف العام الماضي، أقل منها المسجلة خلال هذا العام، خاصة في ما يتعلق بمعل الوفيات اليومية".
ويرجعون هذا التراجع في انعكاسات الإصابة بالفيروس على معدل الوفيات، بـ"نجاح المغرب في تحصين عدد كبير من كبار السن والفئات الهشة، بسبب التقدم الكبير في عملية التلقيح الوطنية ضد الفيروس".
في المقابل، تبقى الفئة العمرية التي يتراوحه سنها ما بين 40 و50 سنة، هي التحدي الأكبر أمام المنظومة الصحية المغربية.
وإذ وحسب المعطيات التي يتوفر عليها "تيلكيل عربي"، فإن عدد كبيراً منها لم يتلقى إلى جرعته الأولى من التلقيح، أو تأخر في تلقي الجرعة الثانية، وهذه الأخيرة لا تمنح مناعة كاملة ضد الفيروس سوى بعد مضي أسبوعين أو ثلاثة على تلقيها.
ويرتفع مخاطر مضاعفات الإصابة بالفيروس هذه الفئة، خاصة عند الذين لم يتلقوا جرعتين من اللقاح، لدى الذين يعانون من مرض السكري، وتفيد المعطيات التي حصل عليها "تيلكيل عربي" أن نسبة هؤلاء هي الأكثر حضوراً داخل أقسام الانعاش.
وتفوق نسبة المتواجدين بأقسام الإنعاش من الذين يعانون من مرض السكري وتتراوح أعمارهم ما بين الـ40 والـ50 سنة، الـ70 في المائة، حالات جلها تم تشخيصها على أساس أنها خطيرة.
ويجمع الخبراء والمختصون في الصحة بالمغرب، على أن متحور "دلتا"، أصبح هو السائد من بين المتحورات التي دخلت إلى المغرب، وذلك راجع بالأساس إلى سرعة إنتشاره.
كما يشكل هذا المتحور تحدياً، بالنظر إلى أن أعراضه تشبه إلى حد كبير أعراض الأنفلونزة الموسمية، ولذلك "وجهت وزارة الصحة نصائح صارمة لمن يشكون في إصابتهم بالفيروس مهما كانت أعراضهم، بالانعزال والتواصل بسرعة مع أقرب مركز صحي".