بعدما غيبتها جائحة "كورونا" عن جمهورها داخل أرض الوطن وخارجه، وحرمت عشاق الصويرة ورياحها وجدرانها العتيقة، من زيارتها لمعانقة بساطة مدينة احتلت ب"كناوة" قمة الثرات الإنساني والثقافي واللامادي، عادت أوتار "كمبري" المعلمين و"قراقب" العازفين، لتصدح مرة أخرى.
وعن هذه المناسبة الاستثنائية، في سياق كانت ظروف التحضير له استثنائية، قالت منتجة مهرجان "كناوة" موسيقى العالم نايلة التازي، في حديث ل"تيلكيل عربي" بالصويرة، إن "عودة احياء ليالي كناوة في الصويرة بعدما غيبت الجائحة المهرجان عن جمهوره، جاءت للاحتفاء بمسار ترافعي طويل، للاعتراف بهذا الفن كثرات عالمي".
وأضافت أنه "لم يكن من الممكن إطالة انتظار الاحتفاء بإدراج موسيقى كناوة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي وغير المادي، خاصة وأن هذا الاعتراف الذي تطلب نضالا دام لسنوات، قدم إضافة نوعية للمغرب والمدينة التي احتضنت المهرجان، وجعلت من المملكة قبلة لمشاهير الفن الذين أصبحوا سفراء يحملون جواز سفر بهوية مغربية فنية، يسوقون لها في المحافل الدولية".
وشددت التازي على أنهم اختاروا رفقة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون (SNRT) أن "يكون الاحتفاء وإن تأخر بسبب الجائحة، عبر تكريم المعلمين من كل الأجيال، الذين صنعوا مجد الموسيقى، وربطوا بين حاضرها وماضيها، وأسسوا رفقة من سهروا لسنوات على إنجاح المهرجان، ما يضمن استمرار اشعاعها في المستقبل".
وتابعت منتجة مهرجان "كناوة" في حديثها عن هذا الحدث الفني والثقافي، بالقول: "نتأسف لعدم القدرة على فتح هذه الليالي أمام الجمهور العاشق والوفي لموسيقى كناوة، لكن الجميع يعرف ظروف الجائحة والتدابير المفروضة، لذلك نعدكم بأن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون (SNRT) وجمعية يرمى كناوة وكل من ساهم في التنظيم، حضروا أمسيات استثنائية سوف تبث على شاشة التلفاز، وهذه مقدمة استثنائية للاحتفاء بحدث استثناء، لم نستطع للأسف تجسيده أمام جمهوره منذ العام 2019".
وأشارت المتحدث ذاتها، إلى أن "ظروف التحضير لهذا الحدث لم تكن سهلة، وتطلبت تعبئة جهود الجميع، خاصة على مستوى مدينة الصويرة، والتي جسدت سلطاتها مرة أخرى، قيمة مساهمتها ومساعدتها على إنجاح المحفل المرتبط بكناوة وباق المحافل الفنية والثقافية التي تستقبلها المدينة".
كما لم تفوت، نايلة التازي، شكر ساكنة الصويرة وفعالياتها على تفهمها للسياق الاستثنائي لهذا المحفل، وإنخراطها في إنجاحه.
للإشارة، يعرف الحفل مشاركة 73 معلماً سيأتون من جميع أنحاء المملكة، و115 فناناً، من معلمين ومقدمات، وكويو أو أصحاب القراقب، وحاملو الأعلام والمبخرات.
وتعرض الطقوس المكونة من أربعة أجزاء (العدة، ولاد بامبارا، ونقشة، والفتوح) من الإيقاعات والنشوة، حيث تختلط الممارسات الإفريقية العريقة، والتأثيرات العربية الإسلامية، والتمظهرات الثقافية الأمازيغية الأصيلة.
ويضم البرنامج 120 دقيقة من الإيقاعات والأغاني وتبادل المعرفة الكناوية الهائلة.