كانت المرة الأولى التي يزور فيها بلدا افريقيا. إنه "وانغ شوانفو" ، صاحب شركة "BYD " العملافة، (51 عاما)، والذي تقدر ثورته ب 5.5 ملايير دولار. كان ذلك يوم 9 دجنبر2017 بالدار البيضاء، والمتاسبة توقيع اتفاق أمام الملك، يروم إنشاء نظام للنقل المشتغل بالكهرباء في المدينة الصناعية المستقبلية التي تحمل اسم "محمد السادس" بطنجة.
كيف ولماذا يهتم رجل الأعمال والتكنولوجيا الصيني- الذي يوصف بأنه خليط من "توماس إيدسون" و"جاك ويلش"(الرئيس السابق لشركة general electric)- بالمملكة الشريفة؟ كيف يهتم وانغ شوانفو، المرتبط جدا بالحزب الشيوعي الصيني بالمغرب، وهو الذي يهيمن على تجارة السيارة الكهربائية في "شينزين"، وهي مدينة صينية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 12 مليون نسمة. كما أن "BYD" تسيطر على 30% من السوق الصينية، و13% من السوق العالمية. أمام كل هذا، ماذا يشكل المغرب؟
صحيح أنه تحت القبة الرائعة للقصر الملكي بالدار البيضاء، المزين سقفها بالخشب المزخرف والجبس، الملون بالأزرق المطرز بالذهب، يكاد المرء أن ينسى صغر البلد الذي نعيش فيه.
ولكن قبل الاستقبال الذي خصص لهذا الضيف الصيني، قام المغرب بجهد كبير وعميق. أولا هناك الزيارة الملكية إلى الصين في ماي 2016 – ومصافحة الرئيس الصيني- التي جعلت من المغرب بلدا يمكن التعامل معه بالنسبة إلى من يصطفون خلف الحزب الشيوعي، أي كل القطاع الخاص الصيني. فتحت الديبلوماسية الملكية الطريق، وقامت فرق وزارة الصناعة بالباقي. في المرة الأولى التي استقبلهم فيها، استمع إليهم وانغ شوانفو"، من باب المجاملة ولم يكن مهتما حقا بالموضوع. تطلب الأمر تقديم الحجج القوية- والحق إن التحفيزات المالية وحدها لم تكن كافية- كما أن مواهب مولاي حفيظ العلمي في إبرام الصفقات كان لها دون شك دور فعال. العلمي يرى أنه تمت المبالغة في التركيز على شخص من طرف وسائل الإعلام. تحفظ يمكن تفهمه في بلد لا ينظر فيه بعين الرضى إلى كل البارزين. ولكن الرجل حقق نجاجا ويجب الإقرار بذلك.
إن "BYD" لا تعني فقط مناصب شغل واستثمارات جاء بها فاعل ثالث في مجال صناعة السيارات، بعد كل من "رونو" و"بيجو ستروين". إن قدوم هذا المصنع الصيني الكبير يعني كذلك، انفتاحا على المستقبل، على تكنولوجيا التنقل الجديد، خاصة وأن بعض المصنعين عبروا عن رغبتهم في الانتقال إلى "العربات الكهربائية" كليا، أو الهجينة، مثل "فولفو" (السويدي). كما أن عدة عواصم كبر أعلنت أنه لن تتحرك في طرقتها سوى العربات الكهربائية مستقبلا.
'BYD' إذا ليست مهمة بالنسبة إلى قطاع السيارات بالمغرب فقط، بل هي مؤشر على الانتقال صوب مجتمع ما بعد الكاربون" يؤكد مصدر قريب من المفاوضات مع الصينيين. إنها فرضة للتفاؤل، فلنستمتع به.