ضمت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" في دورتها للعام 2022، التي تم الإعلان عنها بحر الأسبوع الجاري، ستة عشر رواية، ضمنها رواية للكاتب المغربي محسن الوكيلي بعنوان "أسير البرتغاليين.. حكاية الناجي".
في هذا الحوار، يجيب الوكيلي عن خمسة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء بخصوص هذا التأهل، وكذا موضوع الرواية وعلاقة الأدب بالتاريخ، ودور الجوائز في النهوض بإشعاع جنس الرواية.
*تم اختيار روايتك "أسير البرتغاليين.. حكاية الناجي" ضمن القائمة الطويلة لدورة الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) برسم سنة 2022، ماذا عن شعورك بهذا الاختيار؟
في واقع الأمر، جائزة (البوكر) حلم كل كاتب عربي. وأنا سعيد بدخول أحد أعمالي للمنافسة على جائزة عربية رفيعة من هذا القبيل. ف(البوكر) تعني انتشارا واسعا للروايات المرشحة، وبلوغ الصوت إلى القارئ.. لكنني أسعد بالإسهام في صرح الرواية العربية.
*هل يمكن أن تقرب القارئ أكثر من هذا العمل الروائي؟
"أسير البرتغاليين" نص سردي اختار القرن السادس عشر زمنا له، والمغرب مكانا لأحداثه، لكنه، وإن كان يمتح من التاريخ، لا يعد نصا تاريخيا بقدر ما هو فرصة لإعادة النظر في الحاضر من خلال الماضي. الرواية تتبع حكاية بطلها الناجي في دروب شائكة، وفق لعبة تجعل من المدن شخصيات حية ومن الشخصيات أبنية من طوب وحجر. لا يمكنني أن أتحدث أكثر عن النص، فأنا أومن أن النص ملعب القراء. والكاتب، بعد الانتهاء من النص يتنحى من المشهد لصالح القارئ والناقد.
*هناك عبارة دارجة تقول إن "التاريخ يكتبه المنتصرون"، هل ترى في استحضار الأدباء للمادة التاريخية في أعمالهم الروائية نوعا من التفنيد لطرح أصحاب هذه المقولة؟
التاريخ يكتبه المنتصرون. لا أحد ينفي هذا، لكن التاريخ الذي يكتبه المنتصرون يعيد الأدباء صياغته على هوى المنهزمين والمنبوذين والمنسيين. لعل في هذا شيء من عدل.
*يبدو أن سيرتك مع الجوائز الأدبية ليست بالأمر الجديد، فقد سبق وحصلت على جائزة الشارقة للإبداع الأدبي، وجائزة غسان كنفاني للسرد، وجائزة دبي الثقافية وغيرها، في نظرك أي دور يضطلع به هذا النوع من الجوائز في النهوض بالأدب العربي؟
لا شك أن الجوائز تضطلع بدور هام في تشجيع الكتاب على المزيد من الاجتهاد. إنها ثقافة عالمية، منتشرة في كل البلدان، ولنا في جائزة نوبل مثال بارز. وهي بذلك تبقى مبادرات تستحق الإشادة من دون شك، وتضطلع بدورها في تسليط الضوء على أعمال جيدة ما كانت لتلقى حقها دون بلوغها منصات التتويج.
*عطفا على السؤال السابق، سجل الأدباء الشباب المغاربة حضورا لافتا في المسابقات الأدبية العربية خلال السنوات الأخيرة، هل ترى في ذلك مؤشرا يبعث على الاطمئنان على مستقبل الأدب المغربي عامة، وجنس الرواية على الخصوص؟
نعم، في السياق نفسه، نسجل بارتياح كبير بروز العديد من الأقلام المغربية المتميزة في كل صنوف الإبداع، وفي الرواية خاصة. إنه جيل من الشباب يعطينا الأمل في غد أجمل وأرقى.
أجرى الحوار: عبد اللطيف أبي القاسم