قضّت المحكمة الابتدائية بالرباط، صباح اليوم الجمعة، بعدم اختصاص القضاء الاستعجالي البث في قضية "إيقاف بث مسلسل فتح الأندلس على القناة الأولى"، التي تأجلت مرتين، بطلب من الممثل القانوني للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية من أجل "مهلة الجواب".
ويُشار إلى أن محمد ألمو، المحامي بهيئة الرباط، وجه مقالا استعجاليا، إلى رئيس المحكمة الابتدائية بالرباط، موقع بتاريخ 08 أبريل 2022، نيابة عن الناشط الأمازيغي، رشيد بوهدوز، من أجل إيقاف بث مسلسل تلفزيوني.
وجاء في المقال الاستعجالي، اطلع "تيل كيل عربي" على نُسخة منه، أن العارض يهدفُ إلى "استصدار قرار أمر استعجالي في مواجهة المدعى عليها، وهي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في شخص ممثلها القانوني، من أجل إيقاف بث مسلسل (فتح الأندلس)".
وأوضح المحامي أن "المسلسل تم تقديمه من طرف متابعيه كونه يحكي قصة القائد طارق ابن زياد خلال فتحه للأندلس باستعراض أحداث واقع يعكس الصعوبات التي واجهها في هاته العملية ضمن فترة التحضير لعبور البحر خلال الحقبة التاريخية الواقعة بين 96 و89 هجرية و709 إلى غاية 715 ميلادية".
وأشار المصدر ذاته إلى أن "هذا المسلسل حظي بمتابعة كبيرة بحُكم بثه أثناء وقت الإفطار، وعلى امتداد أربع حلقات المعروضة لحدود الآن، تفاجأ العارض ومعه أغلب متابعي المسلسل أنه يتضمن محتوى لا ينسجم مع ثوابت التاريخ العريق لبلادنا".
وأبرز أن "أحداث هذا المسلسل والشخصيات التي لعبت الدور المحوري فيه، تنشر مضامين تحتوي على عدة مغالطات تاريخية مسيئة للبديهيات التاريخية والجغرافية للمغرب، ومخالفة بذلك ما أجمعت عليه أغلب المصادر التاريخية العلمية".
ولفت إلى أن "المسلسل يسيء للامتداد التاريخي والجغرافي للوحدة الوطنية، ذلك أن الشعب المغربي يعتبر سبتة مدينة مغربية في حين أن المسلسل يسوق لدى المشاهد المغربي معطيات تاريخية مغلوطة حول هاته النقطة".
وتابع: "من خلال تحريف هوية وإنتماء حاكم هذه المدينة عبر جنسيته القوطية الإسبانية، متعارضا بذلك مع أغلب المصادر التاريخية التي أشارت إلى هذه الشخصية التي تدعى الملك يوليان الغماري، (ملك مدينة سبتة المغربية حوالي سنة 700 م) هو ملك أمازيغي موري مغربي حسب المصادر ابن عذارى المراكشي، واسمه الحقيقي أولبان من قبيلة غمارة".
في نفس السياق، ووجّه مولاي المهدي الفاطمي، البرلماني عن الفريق الاشتراكي، سؤالا كتابيا إلى محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، حول مسلسل "فتح الأندلس" المعروض على القناة الأولى المغربية.
وجاء في السؤال، أن "مسلسل (فتح الأندلس) للمخرج محمد العنزي، اقتنته القناة الأولى المغربية من المال العام، لكنه لا يولي أهمية للتراث المغربي، وللحقيقة التاريخية للبطل، لم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد، ولا يعطي تفاصيل شخصية طارق بن زياد الأمازيغي".
ولفت إلى أن "المسلسل الذي أنتج خارج المغرب دون مشاركة المغاربة في التأليف ودون استشارة المؤرخين لتدقيق المعطيات؛ مليء بالمغالطات المعرفية ويحمل في كثير من حلقاته تزويرا لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة".
ونبه إلى أن ""فتح الأندلس" حدث مغربي بامتياز، فالفتح تم عبر شمال المغرب وبجيوش شمال إفريقية قوامها المغاربة بالأساس، ولغة القائد طارق بن زياد وثقافته مغربية أمازيغية بامتداداتها الإقليمية هو وجنوده، لكن المسلسل يحجب كل هذا تقريبا ويجعل المغرب الكبير مجرد طريق جغرافية لجيوش المشرق الأموية، والمغاربة مجرد "كومبارس" تحت قيادة شخصيات شامية؛ بينما التاريخ المدون عندنا كله عكس ذلك".