سلّطت عدد من وسائل الإعلام الإسبانية الضّوء على مضامين الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش، يوم السبت الماضي.
وذكرت صحيفة "El Mundo" في مقال عنونته بـ:"محمد السادس يحثّ الجزائر على إيجاد مخرج من الأزمة مع المغرب"، أنّ عاهل البلاد لمّح، في أول خطاب له، في "المرحلة الجديدة" مع مدريد، إلى "الأخوة" بين المملكة المغربية والجزائر، كما فعل في خطابه، العام الماضي.
وتابعت أن الملك ركّز على العلاقات مع الجارة الجزائر، التي تدهورت بشكل حادّ، منذ انهيار العلاقات بين البلدين، الصيف الماضي؛ حيث اقتبست العبارة التي قال فيها: "نحن حريصون على الخروج من هذا الوضع، وتعزيز التقارب والتواصل والتفاهم بين الشعبين"، مشيرة إلى أنه أكّد على تطلّع المغرب "للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك".
ولفتت الصحيفة الإسبانية إلى أن الملك محمد السادس لم يخصّص في أول خطاب له في "المرحلة الجديدة" من العلاقات بين إسبانيا والمغرب، أيّ كلمة عنها، رغم تغلّب البلدين على أزمتهما الثنائية، في مارس الماضي، والتي تمت تسويتها باعتراف من بيدرو سانشيز بمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
كما اعتبرت أن قطعة أخرى كانت ناقصة في خطاب الملك، حين لم يشر إلى أزمة الهجرة، بعد شهر من الأحداث المأساوية التي عرفتها مدينة مليلية المحتلة.
أمّا صحيفة "El pais"، فنشرت مقالا بعنوان "ملك المغرب يمدّ يده مرة أخرى إلى الجزائر من أجل المصالحة"؛ حيث قالت إنه أعرب عن أسفه؛ لأن الحدود أصبحت الآن جدارا سالكا، بدلا من أن تكون جسرا للتبادل والتواصل، كما كانت دائما، مشيرة إلى أنه أعرب عن أمله في أن تكون العلاقات الأخوية المتجددة بين البلدين "مثالا للشعوب المغاربية الأخرى".
من جهة أخرى، سجّلت الصحيفة الإسبانية استنكار الملك محمد السادس لمحاولة زرع الفتنة بين المغاربة والجزائريين، عن طريق ادعاءات لا صحة لها، لافتة إلى أن خطاب عيد العرش لم يتطرّق إلى قضية الصحراء المغربية، الذي وصفته بـ"الصراع الذي يسمّم العلاقات مع الجزائر".
وأضافت أنه في خطاب استمرّ حوالي 20 دقيقة، لم ترد أيّ إشارة مباشرة إلى إسبانيا، بعد أن أنهت الحكومتان، في مارس الماضي، الأزمة الدبلوماسية بينهما، بسبب ابتعاد حكومة بيدرو سانشيز عن السياسة التقليدية لإسبانيا تجاه الصحراء المغربية، على أساس الحياد، حين أيّدت مبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها "الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية"، لحل النزاع الذي سيبلغ عمره قريبا خمسة عقود.
وتحت عنوان: "محمد السادس: الجزائر ستجد المغرب دائما إلى جانبها في كل الظروف والأوضاع"، كتبت "atalayar" أن عاهل البلاد أراد أن يوجّه رسالة صلح إلى الجزائر، رغم كل الخلافات السياسية والمصالح المتناقضة.
كما سجّلت نفي عاهل البلاد كل الأخبار الكاذبة التي تتحدث عن إهانات المغرب للجزائر، وتأكيده أنه لن يسمح أبدا لأيّ أحد بالإساءة إلى أشقاء وجيران المغاربة.
وتابعت الصحيفة الإسبانية أنه، ورغم قطع النظام الجزائري علاقاته الدبلوماسية مع المغرب، في غشت 2021، إلا أن الملك أكّد على ما يجمع الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وإنسانية، بالإضافة إلى المصير المشترك.