تبني تصريحات الريسوني يجر مدونين موريتانين إلى التحقيق

بشرى الردادي

كشف نشطاء موريتانيون أن سلطات البلاد استدعت للتحقيق المدونين شيخنا بابه اتريميز ومحمد شيخنا الطالب جدو، بسبب تبنيهما لتصريحات أحمد الريسوني، رئيس اتحاد العلماء المسلمين، بخصوص تبعية موريتانيا سابقا للمغرب.

وحسب ما تم تداوله على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فإن المدون اتريميز نشر تدوينة على حسابه، قال فيها:"حديث الريسوني عن موريتانيا يمثلني تماما بصفتي موريتانيا؛ حيث بالنظر للواقع والتاريخ، كان عدم إتمام اندماج موريتانيا في المملكة المغربية كارثيا على واقع البلاد، التي بقيت طوال استقلالها، عشيرة صحراوية منقطعة عن كل ما هو حضارة، ولقمة سائقة في يد المستعمر السابق".

وتابع أن "المغرب دولة لم تعرف السيبة، ونظام الحكم فيها يحمل تقاليد سياسة عريقة منفتحة"، مضيفا: "ثم لا أشعر بأجنبية الحكم المغربي أساسا، وأول من نادى باللحاق بالمغرب هم نخبة موريتانية يتم تجاهلها اليوم، وسقوط مشروع موريتانيا ضمن المملكة المغربية هو نجاح فرنسي على حساب الموريتاني والمغربي، وتاريخ الدولة الموريتانية الحديثة دليل على ذلك".

أما المدون جدو، فما فعله هو أنه أعاد نشر تدوينة اتريميز على حسابه بـ"فيسبوك".

وأعرب الكثيرون عن تضامنهم مع المدونين الموريتانين، حتى أولئك الذين لا يتبنون رأيهما، معتبرين أن ما تعرضا له "تضييق" و"تعسف لا مبر له".

يشار إلى أن الحكومة الموريتانية ردت، رسميا، على تصريحات الريسوني بخصوص موريتانيا؛ حيث قال وزير التهذيب الوطني وإصلاح نظام التعليمي، الناطق باسم الحكومة، محمد ماء العينين ولد أييه، إن "تلك التصريحات مردودة على صاحبها وكل من تلامس أي هوى عنده".

وأكد أن تصريحات الريسوني "لا تستند لأي مصدر، وتتعارض مع الشواهد التاريخية والجغرافية والقوانين والشرائع التي تحكم العلاقة بين الدول".

كما لفت المسؤول الموريتاني إلى أنه "لا يوجد ما يعطيها أي مصداقية تحت أي جلباب"، مضيفا أن "صاحبها تبرأ من جلباب الحكمة والمصداقية".

من جهته، رد الريسوني على الضجة التي أثيرت حول تصريحاته، لدرجة المطالبة باستقالته من رئاسة الاتحاد؛ حيث قال إن "لبسا وتأويلا" طالا بعض الأفكار والعبارات التي صدرت منه خلال حديثه عن موريتانيا، في حوار صحفي "عفوي"، و"مقتضب غير مكتمل البيان أحيانا".

وأكد في توضيح نشره عبر موقعه الإلكتروني الرسمي، أن حديثه عن موريتانيا "فتح الباب لظنون وشروح وتأويلات لم تخطر له على بال، سواء كانت بقصد، أو بدون قصد".

وتابع أن "المغرب اعترض على استقلال موريتانيا، لعدة سنين، لأسباب تاريخية، ثم اعترف به، وأصبحت البلاد إحدى الدول الخمس المكونة لاتحاد المغرب العربي"، مضيفا أن "هذا هو الواقع المعترف به عالميا ومن دول المنطقة".

واعتبر الريسوني أن "أشواق الوحدة القديمة، وتطلعاتها المتجددة، لا سبيل إليها اليوم، إلا ضمن سياسة وحدوية متدرجة، إرادية متبادلة"، معتبرا أن "أفضل صيغها المتاحة اليوم هو إحياء اتحاد المغرب العربي وتحريك قطاره".

وأضاف: "مما لا يحتاج إلى تأكيد، ولكني لا أملُّ من تكراره والاعتزاز به، أنني لا تفريق عندي ولا مفاضلة: بين مغربي وجزائري، أو مغربي وموريتاني، أو مغربي وتونسي، أو مغربي وليبي. بل المسلمون كلهم إخوتي وأحبتي، وللقرابة والجيرة زيادة حق".

وختم الريسوني توضيحه بالقول: "هذا هو موقفي الدائم، أذكره الآن بشكل أكثر وضوحا ودقة مما جاء في الحوار الصحفي المشار إليه، راجيا من الجميع استبعاد سوء الظن وسوء التأويل، وعدم اللجوء إلى التزيد والتقويل".