أفادت كاتبة الدولة الإسبانية السابقة المكلفة بالهجرة ثم بالوظيفة العمومية، ماريا ديل كونسويلو رومي، بأن المغرب وإسبانيا مدعوان لفهم بعضهما البعض بشكل أفضل، وذلك لحاجة كل طرف إلى الآخر.
وقالت المسؤولة الإسبانية السابقة، في حديث خاص نشر في العدد الأخير لأسبوعية "ماروك إيبدو"، إنها "سعيدة للغاية" لرؤية البلدين "يقيمان علاقة ثقة وشفافية أكثر متانة من السابق"، والتي سيعتمد عليها مستقبل البلدين في مجالات عدة.
وأوضحت في هذا الإطار، أن مرحلة جديدة بدأت بين البلدين، منذ أبريل الماضي، وزيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، للمغرب، بدعوة من الملك محمد السادس.
وأشارت ديل كونسويلو، إلى أن "مسار التعاون الموسع والمثمر جار. ويستمد أسسه من الأهمية الاستراتيجية للعلاقات التي تجمع بين البلدين، لاسيما على المستويين الاقتصادي والأمني".
وأضافت أن اجتماع اللجنة العليا المشتركة الذي سينعقد قبل متم العام الجاري، سيتيح مناقشة وتعزيز الروابط الثنائية بناء على أسس هي اليوم، أقوى من أي وقت مضى.
وحسب كاتبة الدولة الإسبانية السابقة، يجب أن تقوم العلاقات بين المغرب وإسبانيا على أساس الثقة والإثراء المتبادل في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشيرة إلى أن هذه العلاقات "يجب أن تظل ثابتة، بغض النظر عن الأحزاب السياسية التي تصل إلى السلطة".
وبخصوص مشكل الهجرة غير الشرعية، سجّلت ديل كونسويلو أن المغرب، بالنظر إلى موقعه الجغرافي الاستراتيجي، "يوجد في وضع معقد. فهو بلد استقبال وعبور، ومدعو بالتالي، لمراقبة الهجرة غير الشرعية القادمة عموما من الجنوب، وفي نفس الوقت مراقبة ضفته الشمالية".
وشدّدت في هذا الإطار، على أن المغرب "في حاجة لتعاون قوي والتزام خارجي، خاصة من جانب إسبانيا والاتحاد الأوروبي"، لافتة إلى أن هذا التعاون ينبغي أن يترجم بتقديم التمويلات اللازمة لتمكينه من تدبير أفضل للحدود.
من جهة أخرى، قالت إن الهجرة والتنقل يمثّلان رهانا كبيرا للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، سواء بالنسبة للمغرب أو لإسبانيا، ما داما في إطار هجرة نظامية آمنة ومنظمة.
وفيما يتعلّق بملف الصحراء، أشارت ديل كونسويلو، في رأيها الشخصي، إلى أن إسبانيا لن تغيّر قط موقفها من هذه القضية، مضيفة بأنه موقف "لا رجعة فيه".
كما جدّدت تأييدها لاعتراف إسبانيا بمخطط الحكم الذاتي المغربي، باعتباره الحل الأكثر مصداقية والأكثر جدية للتسوية النهائية لهذا النزاع، مؤكدة في هذا الصدد: "لا زلت أومن، وبقوة، بأن هذا هو المسار الصائب الذي يتعين سلكه".