أيمن عنبر- صحفي متدرب
في ظل خروج المغرب لأول مرة عن حياده بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتصويته على قرار يدين ضم موسكو لـ4 أقاليم في شرق أوكرانيا، من بينها دونيتسك ولوغانسك، طرحت عدة تساؤلات داخل الوسط السياسي، خصوصا فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين والموقف الروسي من قضية الصحراء المغربية.
موقف صريح
"المغرب اتخذ موقف صريح وقطع مع التردد إزاء الحرب الأوكرانية الروسية، وهذا القرار الجديد للملكة مبني على معطيات حديته، جعلته يصطف مع التحالف الدولي الغربي ضد روسيا، "، يقول عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش.
وأكد المحلل السياسي ل"تيلكيل عربي" أن "المغرب أخذ الوقت الكافي لفهم هذه الحرب أكثر وعدم التسرع، كما أن المغرب الذي يعاني في قضية وحدته الترابية، لا يمكن أن يقبل بأن يتم اقتطاع أراض من أي دولة".
مبرزا أن "هذه الخطوة لا تفسد للود قضية في العلاقات بين البلدين، والموقف المغربي كان واضحا منذ المرحلة الأولى لاندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، وذلك من خلال دعوة جميع الأطراف إلى التهدئة والجنوح إلى الحفاظ على أمن وسلامة مواطني المنطقة".
تأثير التصويت على المغرب
بخصوص تأثير تصويت المغرب على التعاون الاقتصادي بين البلدين يقول أستاذ القانون الدولي إن "المغرب راكم شراكة مهمة ومصالح مع الجانب الروسي، ولا يمكن أن يتخلى عنها، وقراره هذا ليس ضد روسيا، بل هو ضد المس بأمن بلد آخر ووحدته الترابية"
وأكد بالعمشي أن "روسيا والمغرب تجمعهما علاقات وطيدة، خاصة على المستوى الاقتصادي، منذ أن أبرما عدة اتفاقات أبرزها في الفوسفاط والصيد البحري، زيادة على الزيارة التي قام بها العاهل المغربي إلى روسيا خلال 2016، التي كان لها دور مهم في سلوك منعطف مهم في هذه العلاقات".
وذكر الأستاذ الجامعي باستقبال نائب وزير الخارجية الروسي للسفير المغربي بأراضيها قبيل ساعات من تصويت أول أمس الأربعاء، حيث تطرق الجانبان في لقائهما إلى جلسة التصويت بمجلس الأمن، ولم تحمل أي موقف روسي سلبي ضد المغرب بخصوص الشراكات التي تجمع بينها، كما تناول الطرفين ملف الصحراء دون أن يحمل أية مواقف سلبية اتجاه السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
الصحراء المغربية
ونفى المحلل السياسي تغيير روسيا لحيداها في قضية الصحراء المغربية رغم إدانة المغرب ضم موسكو لـ4 أقاليم في شرق أوكرانيا، كما ستحافظ على نفس موقفها داخل مجلس الأمن واكتفائها بمسك العصا من الوسط، نظرا لرغبتها في الحفاظ على تحالفاتها، وخاصة مع الجزائر.
وصوت المغرب إلى جانب 142 دولة لفائدة مشروع قرار تقدمت به ألبانيا وأوكرانيا ودول أخرى، ينص على "إدانة تنظيم روسيا استفتاءات مزعومة في مناطق تقع داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا، ومحاولة ضم مناطق خيرسون ودونيتسك و زابوريجيا ولوغانسك الأوكرانية بصورة غير مشروعة".
فيما عارضت 5 دول أعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار المذكور، وامتنعت 35 دولة عن التصويت، بينها الجزائر والصين والهند وجنوب إفريقيا وباكستان.