أيمن عنبر - متدرب
تَعرفُ ترتيبات القمة العربية المزمع عقدها بالجزائر في الأول والثاني من نونبر المقبل، توقعات وتحليلات، وكثير من "فخ التسريبات" خصوصا في زمن "تشن" فيه الجزائر هجمة على المغرب، ولا يكاد يوم يمر دون الحديث عن مشاركة الملك محمد السادس من عدمه، في القمة العربية.
كل الاحتمالات تبقى واردة
"أمام عدم التأكيد الرسمي، لا يمكننا التنبؤ بأي تحليل في هذا الصدد، وتبقى من سيمثل المغرب في القمة مسألة وقت فقط، لأننا على بعد عشرة أيام فقط من انعقادها"، يقول المحلل السياسي أشرف طريبق.
وأضاف المحلل في تصريحه لـ" تيلكيل عربي"، أن "كل الاحتمالات تبقى واردة، والمؤكد أن المملكة المغربية ستقوم بدراسة الدعوة الجزائرية ومضمونها والتعامل مع مختلف أبعاد الموقف وتفاصيل الأحداث الرسمية في القمة العربية".
وشدّد طريبق على أن "مشاركة الملك محمد السادس شخصيا في القمة، لن تكون مفاجئة، وقد تأتي لتأكيد مسعى الملك في خفض التصعيد مع الجزائر، وبعث روح جديدة في العمل العربي المشترك من جهة، ومن جهة أخرى فإنها ستكون منسجمة مع سياسة اليد الممدودة للمملكة تجاه الجزائر، والتي تمسك بها الملك محمد السادس بشجاعة والتزام أخوي".
ودعا الملك محمد السادس بمناسبة خطاب العرش في يوليو الماضي الرئيس الجزائري إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية وفتح الحدود بين البلدين المغلقة، كما طالب الملك الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون إلى "تغليب منطق الحكمة"، والعمل في أقرب وقت على تطوير العلاقات بين الجارين.
الخليج
في حين يرّى المحلل محمد بودن، أن "الزيارة الملكية للجزائر إن حصلت ستمثل تطورا بارزا في البيئة الاستراتيجية للمشهدين العربي والمغاربي بحكم أن الزيارات رفيعة المستوى تسمح باتخاذ قرارات استراتيجية".
وأكد المتحدث نفسه، أن "السياقات المحلية والإقليمية تؤثر على الزيارات الرسمية، لكن ثمّة توقعات كبيرة من زيارة الملك محمد السادس للجزائر، إن تقررت في ظل رغبة عدد من دول الخليج العربي والشرق الأوسط، في معالجة ما تمزق من وصال بين المغرب والجزائر".
ويخلصُ بودن إلى أن "المشاركة الشخصية للملك محمد السادس في القمة العربية بالجزائر يمكن أن تفتح باب الحوار مع الجزائر وإيجاد صيغة للتعامل بين البلدين رغم أن الواقع يقول إن العلاقات بينهما لا يمكن أن تسير بالعمق والإيقاع المطلوبين بين عشية وضحاها، وتحتاج لتدابير دائمة على مستوى الحوار والتشاور بما يعود بالنفع على علاقات الأخوة والمصاهرة بين الشعبين".
الملك محمد السادس والقمم العربية
يعود إلى الأذهان الموقف البين للمغرب من القمم العربية، بحيث قرر الملك محمد السادس منذ أخر حضور له بقمة الجزائر سنة 2005 عدم حضور أي قمة أخرى، وغالباً ما أصبح يُمثله شقيقه الأمير مولاي رشيد أو رئيس الحكومة أو وزير الخارجية في مثل هذه التظاهرات.
وكان الملك قد ألغى حضوره لقمة الرياض في اللحظات الأخيرة عام 2005، وأرسل شقيقه الأمير مولاي رشيد رئيساً للوفد الذي مثّل المغرب أيضاً في القمة العربية الـ20 التي عُقدت في دمشق سنة 2008، ثمّ القمة الـ21 التي عُقدت في الرياض سنة 2012.
وخرج المغرب بعدها ببلاغ يفسر فيه عدم حضور الملك شخصياً في القمة العربية الاستثنائية بالدوحة وفي القمة العربية الاقتصادية بالكويت، موضحا من خلال بلاغه مجموعة من الاختلالات التي تطبع العمل العربي المشترك في إطار الجامعة العربية، والتي تجعل من عقد القمم العربية أمراً غير مُجد، كما اعتذر عن تنظيم القمة العربية السابعة والعشرين التي كان يفترض بحسب الترتيب الأبجدي أن ينظمها المغرب لتؤول إلى موريتانيا.
ليدأب بعدها وزيرُ الخارجية على تمثيل المغرب في القمم العربية من قمة الدوحة سنة 2013 إلى قمة عمان في مارس 2017.