كشفت صحيفة "The Objective" الإسبانية، بناء على مصادر دبلوماسية، أن حكومة بيدرو سانشيز تخطط للافتتاح المرتقب لملحق معهد "سرفانتس" الثقافي في الصحراء المغربية، في خطوة تقارب أخرى ترحب بها السلطات المغربية، ويمكن أن تكون مطروحة على طاولة الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين، يومي 1 و2 فبراير، بالرباط.
ويعتبر معهد "سرفانتس"، الذي يديره لويس غارسيا مونتيرو، هيئة مرتبطة بالشؤون الخارجية الإسبانية، على الرغم من أن الثقافة تشارك أيضا في قراراتها الاستراتيجية.
وأضافت الصحيفة أن ميخيل إيسيتا، وزير الثقافة الإسباني، سيسافر إلى الرباط، لحضور القمة الإسبانية المغربية، ضمن وفد من عشرة وزراء - جميعهم من الجناح الاشتراكي للحكومة - الذين سيرافقون سانشيز.
وسبق لمدير معهد "سرفانتس" بالرباط، ومنسق مراكزه في المغرب العربي، خوسيه ماريا مارتينيز، أن أعلن في الاجتماع السنوي لمديري هذه الهيئة، الذي عقد في غرناطة، في دجنبر المنصرم، أن الحكومة قررت اتخاذ هذه الخطوة لتدريس اللغة الإسبانية في الصحراء المغربية، على الرغم من أنه لم يحدد متى سيتم الافتتاح.
"سرفانتس" آخر في مخيمات تندوف
ووفق نفس المصدر، تمت دراسة خيار افتتاح ملحق لمعهد "سرفانتس" في الصحراء المغربية (متواجد في 87 مدينة في 44 دولة، من خلال مراكزه وفصوله الدراسية وملحقاته)، في عام 2016، في ظل حكومة ماريانو راخوي، وهو ما أغضب جبهة "البوليساريو" الوهمية وقتها؛ حيث بعثت مذكرة احتجاج إلى السلطة التنفيذية الإسبانية.
بالمقابل، وجدت حكومة راخوي صيغة لإرضاء الأطراف المتنازعة، بإعلانها أنها ستفتتح أيضا، مركزا تعليميا في مخيم الرابوني، أحد مخيمات اللاجئين الصحراويين في منطقة تندوف.
وفي عام 2019، تضيف "The Objective"، تمت الموافقة على مشروع تدريب المعلمين الإسبان في اجتماع لمجلس إدارة "سرفانتس"، لكن جائحة "كورونا" أوقفت الخطة، بسبب قيود الحركة.
واعتبرت الصحيفة الإسبانية أن سانشيز يعود الآن إلى مبادرة "سرفانتس"، على الرغم من أن الوضع السياسي يختلف عن الوضع السياسي في ظل حكومة راخوي، خاصة وأن الإدارة الأمريكية لدونالد ترامب اعترفت بالسيادة المغربية للصحراء، قبل عامين، ما دفع الرباط إلى مطالبة إسبانيا بالخروج من "منطقة الراحة" بموقف واضح، "والسير على خطى واشنطن".
سانشيز يذهب إلى أبعد من أمريكا وفرنسا في ملف الصحراء
أفادت الصحيفة بأن حكومة سانشيز ذهبت إلى أبعد من الولايات المتحدة، وكذلك فرنسا وألمانيا، في دعمها لخطة المغرب للحكم الذاتي للصحراء؛ حيث بات الرئيس الوحيد الذي قال إن اقتراح الرباط كان الأهم على الطاولة.
ووصفت "The Objective" ما صرح به سانشيز بـ"المهم جدا من الناحية الدبلوماسية"، مضيفة أن الالتزام بفتح ملحق للمعهد الإسباني في الصحراء المغربية حلقة جديدة لهذا الدعم.