أكد مستشار الملك، محمد السادس، أندري أزولاي، أمس الخميس بالرباط، أن للجامعة دورا محوريا في خلق جيل مشبع بقيم التنوع الثقافي والاختلاف التي تشكل تفرد النموذج الحضاري المغربي.
وقال أزولاي خلال محاضرة ألقاء برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، حول موضوع "التنوع في صلب الحداثة الاجتماعية بالمغرب: رهانات ووعود للمستقبل"، إنه "في عالم يبحث عن معالم حيث أصبحت الغيرية مصدر صراع عوض أن تكون منبع ثراء، لا يمكن إلا أن نسعد ببروز جيل حامل لقيم السلام والتنوع والإنسانية التي تشكل قوة وتفرد المغرب اليوم".
وقال إن "التعليم الذي يشكل رأس حربة كل مجتمع يرنو إلى الحداثة، يشكل أولوية وطنية في بلادنا" التي لم تدخر لا الجهد ولا الإمكانيات للرفع من مستواها، واعية في ذلك بدورها الرئيسي في تكريس النموذج المغربي للتنوع الذي أصبح بمثابة مدرسة في عالم يعاني من تنامي مظاهر التطرف والعادات الثقافية الماضوية.
وأبرز أزولاي أن "التنوع ليس مفهوما أكاديميا أو خطابيا ولكنه واقع يجسده المغرب اليوم، المغرب الذي تمكن، على عكس دول أخرى، من مقاومة فقدان الذاكرة من خلال النهوض بهذه التعددية المندمغة في حمضه النووي والمكرسة بموجب الدستور، معتبرا أن الأمر يتعلق هنا بـ"نجاح مغربي" و"نموذج فريد في العالم".
ويأتي تنظيم هذه المحاضرة في إطار سلسلة "حديث الخميس" التي أطلقتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط منذ سنة 2019.