افتتحت يومه الثلاثاء، فعاليات منتدى أفريقيا 21، النسخة الأولى، بمدينة الدار البيضاء، وذلك بهدف تسليط الضوء على ثلاثة محاور ذات أهمية كبرى للقارة السمراء، ويتعلق الأمر بكل من الأمن المائي، والسيادة الطاقية، والاكتفاء الغذائي.
وقد شهد اليوم الأول من المنتدى، (يمتد ليومي 21 و 22 فبراير الجاري)، حضور مجموعة من الشخصيات الرسمية في أفريقيا، يتقدمها كل من وزير التجهيز والماء، نزار بركة، ووفد رسمي من دولة التشاد، بالإضافة إلى ممثلي منظمات دولية وقارية معنية بالمجالات الثلاث، ومجموعات كبرى من الشركات العامة والخاصة في قطاعات المياه والطاقة والزراعة، ورجال أعمال ومهنيون وطنيون ودوليون.
وقد تم اختيار شعار "الماء والطاقة والغداء في ظل التغير المناخي: رؤية الملك محمد السادس من أجل صمود وسيادة أفريقيا"، للنسخة الأولى من هذا المنتدى الإفريقي، الذي عرف تكريم مجموعة من الشخصيات الإفريقية، والمقاولات الناشئة لاتباعهم مبادرات صديقة للبيئة.
وسيعرف المنتدى تنظيم حصص علمية بمشاركة كبار الشخصيات المتخصصة في هذه المجالات الثلاثة. ندوات جماعية سينبق على اثرها توصيات ستكون بمثابة مرجع فعال للمحاور المتعلقة ﺑﺎلأمن والصمود القاريين، في مختلف أبعادهما.
وانطلاقا من مشاركة كبار المختصين والباحثين، يهدف هذا المنتدى إلى إنشاء شبكة أفريقية صديقة للبيئة وحافظة لهذه الموارد الطبيعية. وبالإضافة إلى ذلك، يشكل هذا الموعد الإفريقي تعزيزا لمكانة المملكة المغربية كعنصر فعال في تحقيق السيادة الأفريقية.
وفي بلاغ أصدره منتدى "أفريقيا 21"، أكد أنه "في ظل الظروف الراهنة، حيث يعيش العالم تغيرات اقتصادية، مناخية وجيوسياسية غير سابقة، يتوجب على القارة السمراء الثقة في إمكانياتها بغية تحقيق استقلالها المائي والطاقي والغذائي".
وفي هذا السياق، يقول عمر الذهبي، المدير العام للشركة القابضة News Com Africa (الشركة المغربية الحاضنة للمنتدى)، إن"أفريقيا 21"، ارتكز بالأساس على ثلاث محاور رئيسية، ويتعلق الأمر بالماء، والطاقة، والغذاء، داخل القارة الإفريقية، وذلك تماشيا مع رؤية الملك محمد السادس، الذي يعتبر رائد في مجال التنمية المشتركة داخل القارة الإفريقية".
وشدّد الذهبي، على أن" المغرب بقرارات ملكية يُساهم في تنمية الفلاحة داخل القارة الإفريقية، وذلك عبر تقديم الأسمدة، وتطوير الشبكات المائية، بالإضافة إلى مساعدة الدول إنطلاقا من خبرته فيما يخص قضايا المياه".
"الملك محمد السادس، خلال المنتدى الدولي للماء"، يؤكد عمر الذهبي، أنه "قرر الرفع من قيمة جائزة الحسن الثاني الكبرى للماء، وذلك راجع لاهتمامه بالبحث والتطوير التكنولوجي، فيما يتعلق بقطاع الماء".
وأوضح المتحدث ذاته، أن "هذا المنتدى يعرف مشاركة مختلف دول القارة الإفريقية، التي لها اهتمام بشكل مباشر بالمواضيع المعالجة خلال هذا اللقاء حيث سيتم تقاسم خبراتهم وتصوراتهم".
ومن جهته، يقول نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إن "هذا الملتقى يأتي في فترة خاصة، تميزت أساسا بتوالي سنوات الجفاف، بسبب التغيرات المناخية والأزمة الصحية، بالإضافة إلى الأزمة الدولية الناتجة عن الحربة الأكرانية".
وشدّد بركة، على أن "الماء أضحى مادة في غاية الأهمية، لذلك وجب الحفاظ عليه عن طريق إنشاء السدود، وتحلية مياه البحر، ومعالجة المياه العادمة".
وأشار الوزير في الحكومة المغربية، أن" المغرب بقيادة الملك محمد السادس، يولي أهمية خاصة للماء والغذاء والطاقة، كما أنه أعطى لهذه الثلاثية، أهمية خاصة، سواء من خلال قمة المناخ المنعقدة بمراكش، التي وضعت خارطة الطريق بالنسبة للدول الإفريقية، كما تم إحداث العديد من اللجان المشتركة من مجموعة من الدول الإفريقية.
"كما أن المكتب الشريف للفوسفاط" ، يوضح نزار بركة، "يلعب دور محوري في تأمين الأسمدة، بأرخص الأثمنة لمعظم الدول الإفريقية؛ مما يؤكد عمل المملكة المغربية، المتواصل من أجل النهوض بالقارة الإفريقية في إطار سياسة جنوب-جنوب"
وختاما شدد المنتدى في بلاغه، أنه "بفضل تجربة المملكة المغربية المثلى في ترشيد تسيير الموارد المائية، والأولوية الممنوحة للاستقلال الغذائي وﺑﺎلإضافة لجهودها المستمرة في ضمان السيادة الطاقية، يثبت المغرب عن جدارة استحقاقه لاستقبال هذا الحدث ذو البعد القاري والعالمي" .