ما إن انتهت مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره الغيني، حتى بدأت معاناة سكان وسط مدينة الدار البيضاء وعاملين فيها، مع النقل واختناق الطرق ومحاولات للسرقة، وقفت "تيل كيل عربي" على عدد منها.
قرابة الساعة السابعة ونصف بساحة الأمم، محطة "ترامواي" البيضاء مكتظة. شباب ومراهقون يرابطون أمامها، يطلبون من النازلين من العربات مدهم بأوراق الرحلة دون التأشير على الخروج، ومن يرفضون، يمدون أيديهم نحوهم لمحاولة خطفها منهم. هكذا بدت الأجواء بوسط العاصمة الاقتصادية مباشرة بعد نهاية مباراة "الأسود" مع منتخب غينيا.
نفس الأجواء قرب نهاية خطوط الحافلات بساحة "ماريشال"، مواطنون ينتظرون من يقلهم إلى منازلهم، وصف طويل بالقرب من فندق "حياة رجينسي"، حيث محطة البرنوصي والأزهر وأناسي، في غياب شبه تام لسيارات الأجرة الكبيرة، وحال العديد من الواقفين في الطابور يلعن تنظيم بطولة من حجم "شان"، دون التفكير في توفير وسائل وبدائل لنقل الجماهير التي حجت أو جلبت إلى ملعب محمد الخامس.
ورغم الإنزال الأمني بمدارات وشوارع وسط المدينة، إلا أن ذلك لم يمنع من وقوع عدد من محاولات النشل، إحداها، كانت ضحية لها سيدة في مقتبل العمر، قرب "البازرات" في الشارع المؤدي إلى محطة القطار "البيضاء الميناء"، حين قصدها عدد من الجانحين محاولين نزع حقيبة يدها، وما كان منها إلى أن تركض، حتى وصلت إلى باب محطة القطار دون أن تتوقف عن السير بسرعة.
حالة أخرى، وقعت بالقرب من نفس المكان، حين تحلق عدد من الجانحين حول شاب وصديقته، وشرعوا في مضايقته، ومحاولة مد أيديهم إلى جيوبه وجيوب رفيقته، قبل أن يصدهم.
مشهد آخر يظهر بجلاء سوق التنظيم بعيداً مركب محمد الخامس، وعاين "تيل كيل عربي" عدداً من خطوط حافلات النقل، خاصة منها (120، 33، 24) مكتظة بالركاب، بل لجأ عدد من الشباب إلى تسلق سطحها والجلوس فوقه، فيما اتخذ العشرات منهم إطارات النوافذ المهشمة مقعداً.
وبالانتقال إلى بداية شارع الجيش الملكي، تجمع المئات من المواطنين الذين عبر عدد منهم لـ"تيل كيل عربي"، عن أنهم ينتظرون منذ ساعات وسائل النقل، وأكدوا أن سيارات الأجرة شبه منعدمة، وحين تركن إحداها لنقلهم، يتسابق عليها العشرات، ما يتسبب في التدافع والرفص وتبادل السب والشتم بين الباحثين عن النفاذ بجلدهم بأقصى سرعة من ورطة الانتظار.
إلى ذلك، عرفت مختلف شوارع وسط العاصمة الاقتصادية اختناقاً مرورياً، وعبر مواطنون داخل محطة القطار "البيضاء الميناء" أنهم عانوا قبل الوصول إلى وجهتهم، كما وجدوا صعوبة مضاعفة في الحصول على سيارات أجرة لنقلهم.