تعيشُ ساكنة مدينة الحاجب على وقع صدمة جراء قطع عدة أشجار من منتزه عين بوتغزاز، الواقع وسط المدينة، والملاصق لكل من المجلس البلدي ولمقر مقاطعة اقشمير، والقريب من السوق المركزي، يوم السبت 08 أبريل الجاري.
تشديب وليس اجتثات
أول هيئة مدنية تفاعلت مع "الجريمة البيئية"، المرصد المحلي بالحاجب، الذي ذكر أن "وثيقة بيع المنقولات تتحدث عن تشديب شجرة واحدة من نوع (تغزاز) على علو مترين كائنة بمنتزه بوتغزاز".
وأضاف المرصد في منشور له، بعدها "تحركت الهواتف وحضرت السلطة المحلية والنائب الثاني لرئيس الجماعة الترابية للحاجب والنائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي وبعض المستشارين لمعاينة ما وقع، فتم توقيف عملية القطع والشذب وتسجيل محضر في انتظار يوم الإثنين لوضع شكاية لدى الضابطة القضائية بخصوص هذه الجريمة".
وتساءل المرصد: "لماذا لم يكلف المجلس أحد تقني الجماعة لحضور ومراقبة عملية التشديب التي تحولت إلى قطع الأشجار حسب شروط دفتر التحملات؟ علما أن الجماعة قد وقعت على تسلم مشروع فضاء بوتغزاز حسب افادة أحد المستشارين. أين دور لجنة البيئة والتعمير؟ لماذا لم يتم تعيين حارس للفضاء الذي طرحت حوله مجموعة من التساؤلات منذ انطلاق الأشغال به حول مدى جودتها؟".
مسن يوقف المجزرة البيئية
وحول من وقف في وجه قطع الأشجار في صبيحة السبت، كتب كريم دهشور، الفاعل الجمعوي، "شكرا للرجلين المسنين اللذان يسكنان بجوار بوتغزاز، واللذين تدخلا لوقف قطع أشجار بوتغزاز قبل أن يصل إلى المكان أي شخص آخر، فهما من يستحقان الشكر وهما من يستحقان رفع القبعة وتمثيل الغيورين على المدينة".
وأفاد شاهد على الواقعة، أن "التيس محمد، لما سمع صوت آلة المنشار، وسقوط الأشجار على الأرض، خرج إليهم من منزله".
وأضاف المتحدث ذاته لـ"تيلكيل عربي"، أنه "لما لم يسمعوا لندءاته واحتجاجه، وقالو له: (ماشي شغلك واش ديالك هاذشي)، اتجه نحو شارع الفداء، يصرخ بأعلى صوته، "اللهم إن هذا لمنكر"".
وبعد انطلاق الضجة، التحق بالمكان، محند العتابي، وبعده التحق عضو من المرصد المحلي بالحاجب، وبعض الأشخاص، حينئد جاء بعض المسؤولين بالمدينة إلى الموقع".
وحصل "تيلكيل عربي" على صورة لحظة اعتراض المسن القاطن بجانب منتزه عين بوتغزاز على قطع باقي الأشجار المعمرة، التي يفوق عمرها على أقل تقدير 132 سنة.
الملف بين يدي النيابة العامة
هذا الأمر، تفاعل معه رئيس جماعة الحاجب، وحيد حكيم، المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي وجه شكاية يوم 11 أبريل إلى نائب وكيل الملك لدى مركز القاضي المقيم حول "اجتثاث أشجار تابعة للملك العام الجماعي".
وجاء في الشكاية التي اطلع "تيلكيل عربي" على نُسخة منها، "عمد نائل صفقة السمسرة، إلى قطع أشجار غير مدرجة في جدول محضر 14 شتنبر 2022، أو كان مطلوب منه تشذيبها فقط".
وأوردت أن "محضر لجنة التعمير وإعداد التراب البيئة لجماعة الحاجب، المنجز بتاريخ 10 أبريل 2023، حدد موقع الأشجار التي تعرضت للاجتثات بدون موجب قانوني".
الجماعة تقول إنه "تم تغييبها من حضور السمسرة وتمكينها من تتبع عملية تشذيب الأشجار أو اجتثات بعضها التي تشكل خطرا على الساكنة والمارة والمحدد في محضر 14 شتنبر".
جمعيات تحمل المسؤولية للمجالس المنتخبة والسلطات المعنية
عشر جمعيات، طالبت بـ"فتح تحقيق نزيه وترتيب المسؤوليات والجزاؤات بخصوص هذه الجريمة البيئية"، وحملت "تواصل الإجهاز على حق الساكنة في بيئة سليمة إلى المجالس المنتخبة والسلطات المعنية، ودعت المجلس الاقتصادي والبيئي إلى التدخل لحماية التراث البيئي الحضري".
وأوضحت أن "المجال الأخضر ببوابة الاطلس المتوسط مدينة الحاجب يعيش إهمالا كبيرا وخاصة – مجاله الغابوي الحضري – منذ حادثة سقوط قرابة 600 شجرة بتاريخ 29 يناير 2018 بسبب عاصفة رياح دون أن يتم تعويضها إلى يومنا هذا".
وأشارت إلى أنه "نشهد من جديد جريمة بيئية مكتملة الأركان بأيادي مؤسسات من المفروض فيها أن تحرص على رعاية البيئة وصيانتها حيث شهد منتزه عين بوتغزاز الاجهاز على أشجار معمرة، تعتبر إلى جانب العيون المائية عصب السياحة بالمدينة وتشكل مزارا لساكنتها وزوارها".