احتفاءً باليوم العالمي الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة يوم 25 ماي 2023، عقد مكتب مركز الأمم المتحدة للإعلام بالرباط، صباح اليوم، لقاء إعلاميا عن بعد مع جنود حفظ السلام المغاربة العاملين ببعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وشارك من جمهورية إفريقيا الوسطى، في اللقاء الإعلامي كل من كولونيل عبد الحق اشبير، ليوتنان كولونيل مليكة سدرة، الذين تحدثوا عن دور القوات المسلحة الملكية في عمليات حفظ السلام، وعن مشاركة المغرب بـ1700 جندي وشرطي في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

أول لقاء صحفي

في هذا الصدد، قال مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بالرباط، فتحي الدبابي، لـ"تيلكيل عربي"، "أول مرة نعقد لقاء صحفي مباشر مع حفظة سلام مغاربة، بالضبط من مدينة بانجاسو".

وأوضح الدبابي، أن "المغرب منذ السنوات الأولى للاستقلال ساهم في قوات السلام الأممية وذلك بسنة 1960، واليوم المغرب يعدُ من 11 دولة الأكثر مشاركة في قوات حفظ السلام للأمم المتحدة".

وتابع: "للأسف حفظ السلام، فيه تضحية ومآسي، لأنها تنتشر في أوضاع وأماكن صعبة، توفي في السنة الماضية سبعة جنود مغاربة في سبيل نشر السلام، وستكون مراسم تكريم للذين فقدوا حياتهم، وسيتم تسليمهم ميداليات داغ همرشولد، وهذه لها رمزية، لأنه كان أمينا عاما سابقا للامم المتحدة وفقد حياته أثناء سعيه لحفظ السلام".

محاربة الإرهاب بإفريقيا

وجوابا على سؤال "تيلكيل عربي"، حول دور قوات حفظ السلام في محاربة الإرهاب بإفريقيا، أورد أن "قوات حفظ السلام لما انطلقت في 1948 كان هدفها مراقبة الهدنة التي كانت بين لبنان ومصر وسوريا والأردن من ناحية، وإسرائيل من ناحية أخرى، وبعدها سارت عمليات أخرى في كمبوديا والكونغو، وفي عدد من مناطق العالم التي فيها مشاكل".

واسترسل قائلا: "الدور التقليدي لحفظة السلام للأمم المتحدة كان هو الفصل بين المتنازعين والمحافظة على اتفاق سلام أو وضعية من أجل التمهيد إلى حل سياسي أو انتخابات أو غيره، لإعادة البلد إلى سكته".

وشدّد على أنه "بالنسبة للإرهاب الذي هو ظاهرة مستجدة، وقوات السلام الأممية أصبحت في بعض الأحيان تتعرض للعمليات الإرهابية، لأن فيه معلومات خاطئة عن دورها، ومن بين المهام الذي أصبحت تضطلع به قوات حفظ السلام حاليا هو مكافحة الإرهاب التي تقوم به مجموعات تكون مسلحة بشكل جيدة، وتكون قادرة على إلحاق الأذى بقوات حفظ السلام".

المهام الإنسانية

وحول المهام الإنسانية، أبرز المتحدث ذاته، أنه "إضافة إلى المهام العسكرية للبعثة المغربية، هناك مهام إنسانية تقوم بها قوات حفظ السلام، إذ نجد مجتمعات محلية تعاني من وضعيات اجتماعية صعبة".

ولفت إلى أن "القوات المغربية كان لها دور مهم أثناء "كورونا"، مثلا في الكونغو، كان الجنود المغاربة يساهمون في عملية التلقيح، وتوفير الخدمات الصحية عبر مستشفيات ميدانية للسكان المحليين، وأيضا دور الأيتام والتعليم للنساء، يعني هناك دور اجتماعي كبير تقوم به قوات حفظ السلام".

شهداء.. تكريم سبعة جنود مغاربة 

احتضن مقر الأمم المتحدة مراسيم إحياء اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة والذكرى الخامسة والسبعين لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يوم الخميس 25 ماي 2023.

وأضاف بيان صحفي، أنه في "عام 1948 ، تم اتخاذ قرار تاريخي بنشر مراقبين عسكريين في الشرق الأوسط للإشراف على تنفيذ اتفاقيات الهدنة الإسرائيلية العربية ، فيما أصبح يعرف فيما بعد بهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة".

ومنذ ذلك الحين، "عمل أكثر من مليوني جندي من حفظة السلام من 125 دولة في 71 عملية حول العالم واليوم، يعمل 87 ألف امرأة ورجل في 12 منطقة نزاع في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط".

وأوردت الأمم المتحدة، أن "المغرب يحتل حاليا المرتبة الحادية عشرة ضمن أكبر المساهمين في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث يعمل أكثر من 1700 فرد من الجيش والشرطة المغاربة في أبيي، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان".

أسماء الجنود المغاربة 

وسيضع الأمين العام، أنطونيو غوتيريش خلال المراسيم الرسمية في مقر الأمم المتحدة ، إكليلا من الزهور تكريما لأكثر من 4200 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فقدوا أرواحهم منذ عام 1948. كما يرأس مراسيم في قاعة الجمعية العامة حفل تسليم ميداليات داغ همرشولد بعد الوفاة إلى 103 من حفظة السلام من أفراد الجيش والشرطة والمدنيين فقدوا حياتهم وهم يعملون تحت علم الأمم المتحدة العام الماضي.

ومن بين حفظة السلام الذين سيتم تكريمهم بعد وفاتهم بميدالية داغ همرشولد سبعة حفظة سلام من المغرب وهم: العريف أول عبد الرحمان الغنو، والجندي عماد إيزري، والعريف أسامة العليوي، من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا)؛ والجندي أول عبد العزيز الماسكيني، والعريف أول عزوز زنايدي، والجندي محمد رامي، والجندي أول حسن بونويف من بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (المونوسكو).

اليوم العالمي

كما سيقدم الأمين العام جائزة العام 2022 للمدافع العسكري عن المساواة بين الجنسين للكابتن سيسيليا إرزواه وهي ضابطة عسكرية من غانا عملت مع قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأببي. وقد الجائزة في عام 2016 ، وهي تعترف بتفاني وجهود فرد من أفراد حفظ السلام في تعزيز مبادئ قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن".

وقال الأمين العام في رسالته إن حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة هم القلب النابض لالتزامنا بعالم أكثر سلاما فعلى مدار 75 علما دعموا الشعوب والمجتمعات التي هزها الصراع والاضطراب في جميع أنحاء العالم، واليوم، في اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة ، تكرم مساهماتهم الاستثنائية في السلام والأمن الدوليين.

وقد أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة في عام 2002، للإشادة بجميع الرجال والنساء العاملين في عمليات حفظ السلام ، ولتخليد ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم من أجل قضية السلام.