أعلنت السعودية، وهي من أبرز البلدان الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، أنها ستقوم بتنفيذ خفض طوعي إضافي في إنتاجها من النفط الخام مقداره مليون برميل يوميا، ابتداء من يوليوز القادم.
وقال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع لوزراء منظمة الدول المصدرة للنفط وشركائهم في تكتل "أوبك"، بقيادة روسيا، إن هذا الإجراء سيسري، ابتداء من يوليوز القادم، لمدة شهر قابلة للتمديد.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، للصحفيين، عقب الاجتماع، إن التخفيضات التي قررتها، منذ مطلع ماي الجاري، تسع دول، بما فيها الرياض وموسكو، بمجموع 1,6 مليون برميل يوميا، "تم تمديدها، حتى نهاية عام 2024".
واستغرقت المفاوضات ساعات عدة، فيما أفادت وسائل إعلام بوجود خلافات بين المشاركين الـ23، الذين يمثلون 60 في المائة من إنتاج النفط في العالم.
وبعد مناقشات صعبة، حصلت الإمارات على زيادة في أساس حساب حصتها من إنتاج الخام، وفقا للجدول الجديد الذي نشرته "أوبك".
وتأتي هذه المبادرة من الرياض، في الوقت الذي انخفضت الأسعار، في الأشهر الأخيرة، رغم الإعلان المفاجئ، مطلع أبريل المنصرم، عن تخفيضات جذرية.
ولم يؤد هذا الإجراء في الواقع إلى رفع الأسعار في سوق يعاني كسادا، بسبب المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، ورفع أسعار الفائدة من قبل المصارف المركزية الكبرى، والانتعاش البطيء للطلب في الصين، مع انتهاء قيود مكافحة "كوفيد".
وبلغ سعر برميل برنت نفط لبحر الشمال المرجعي للخام في أوروبا 76 دولارا للبرميل، بينما يبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 71 دولارا، بعيدا عن الذروة المسجلة في مارس 2022، في بداية النزاع في أوكرانيا، وبلغت حوالي 140 دولارا.
وفيما شكلت بوادر خلاف بين الرياض وموسكو تهديدا بتعطيل الاجتماع، أظهرت "أوبك" جبهة موحدة، مع الحفاظ على المسار نفسه.
والواقع أن روسيا تبدو مترددة في مزيد من التشديد في تدفق الذهب الأسود، الذي تساعدها عائداته في تمويل هجومها العسكري؛ فبسبب العقوبات الغربية، لا يمكن تسليم النفط الروسي الذي يتجاوز سعره 60 دولارا. وإذا تجاوز هذا السعر، يحظر على الشركات تقديم خدمات تسمح بالنقل البحري، من شحن وتأمين وغيرها...
وفي الخلاف الرئيسي الأخير بينهما، في مارس 2020، رفضت روسيا خفض إنتاجها لدعم الأسعار، التي انخفضت، بشكل كبير، بسبب جائحة "كوفيد-19". بعد ذلك، أغرقت السعودية السوق بالنفط؛ ما أدى إلى انخفاض الأسعار، لفترة طويلة، وهو السيناريو الذي لا تريد أي منهما تكراره، مرة أخرى.