أكدت منظمة الأمم المتحدة، أمس الاثنين، أن بلدان وسط إفريقيا، وعلى الرغم من التقدم "الحاسم" الذي أحرزته في ما يتعلق بالاستقرار والتعاون، تواجه أزمات متعددة، معتبرة أن الأشهر المقبلة تمثل "منعطفا هاما" بالنسبة للمنطقة.
وأكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لوسط إفريقيا، عبده أباري، أمام مجلس الأمن، أن وسط إفريقيا تزخر بالفرص والموارد، بقدر ما تواجه تحديات، لكن الأشهر القادمة ستشهد منعطفا هاما للمنطقة؛ حيث يرتقب أن تشهد عمليات سياسية وانتخابية حاسمة، بحلول نهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تحرص على تجنب وقوع أعمال العنف، التي غالبا ما تغذيها خطابات الكراهية، والتي شهدتها الانتخابات في الماضي، مؤكدا أن الأمر يتعلق بضمان السلام والاستقرار في هذا الجزء من القارة.
ولدى تقديمه للتقرير الأخير للأمين العام، حول تطور الوضع في وسط إفريقيا، منذ الاجتماع الأخير للمجلس، في دجنبر، أعلن مسؤول مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط إفريقيا أن دول المنطقة تحرز تقدما كبيرا في تحقيق رؤية "منطقة الازدهار".
وبعد الإشارة إلى النجاحات التي تحققت في تهدئة التوترات وتحقيق المصالحة ومعالجة المشاكل الأمنية، أشاد أباري بالجهود الجماعية التي بذلها قادة المنطقة، سواء في مجال نشر الوعي بتغير المناخ، أو في التواصل البناء بين تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وتطرق، في المقابل، إلى استمرار المخاوف، لاسيما زيادة حوادث القرصنة، والأثر العميق للصراع في السودان والحرب في أوكرانيا.
وحذر من أن الاشتباكات المستمرة في السودان تتسبب في "تداعيات إنسانية وخيمة" على تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى، مشيرا إلى أنه منذ اندلاع الاشتباكات بين أطراف النزاع، في منتصف أبريل، انتشر تدفق اللاجئين المدنيين الهاربين من العنف بعيدا عن الحدود المجاورة.
وبالنسبة لتشاد وحدها، ستحتاج إلى 129.8 مليون دولار لدعم نحو 100 ألف لاجئ، على مدى الأشهر الستة القادمة.
وأكد المسؤول الأممي أن "التطورات الأخيرة على الحدود بين تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى، وأثر الأزمة السودانية على هاتين الدولتين، تذكرنا بأنه من الضروري اعتماد، وبشكل عاجل، مقاربة شاملة لقضايا السلام والأمن في وسط إفريقيا، المنطقة التي تعاني أساسا من وجود جماعات مسلحة وإرهابية.
وأوضح أن التأثيرات في حال عدم تحقيق حل سريع وسلمي للصراع، لن تكون مدمرة فقط بالنسبة للسودان، ولكن أيضا جميع الدول في منطقة حوض بحيرة تشاد"، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية المشتركة الأخيرة بين تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى على حدودهما المشتركة "تعكس رغبتهما في تعزيز التعاون الثنائي لمواجهة التحديات المشتركة في مجال الأمن".
وبالنسبة له، فإن منطقة وسط إفريقيا تتأثر أيضا، بأثر الأزمة في أوكرانيا، والتي تنعكس في التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والوقود.