بعد مرور 24 ساعة على الكشف عن الهوية البصرية لملف ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026، مازال الرأي العام في شبكات التواصل الاجتماعي منقسما بشأن النجمة الخضراء للوحدة الوطنية، والأوراق الحمراء لشجرة التعدد الهوياتي للمغرب.
وفي هذا الشأن، برزت بين ليلة أمس (الثلاثاء) وصباح اليوم (الأربعاء)، أصوات سعت أولا إلى رفع بعض اللبس القائم لدى كثيرين، متمثلا في اعتقادهم أن "اللوغو" المعلن عنه نهائي ويخص مونديال 2026، إذ حرص بعض مستعملي "تويتر" إعلى التنبيه إلى أنه لابد من التمييز بين "لوغو" ملف الترشيح، و"لوغو" نهائيات المونديال.
الطرف ذاته، وسعيا إلى توضيح المسألة، أبرز أن "لوغو" كأس العالم 2018 بروسيا، تمت صياغته بعد فوز ترشيحها لاستضافة المونديال، وهو ملف الترشيح الذي كان له "لوغو" آخر، كما أبرز أن "مونديال" 2022 بقطر لم يتم إلى الآن الإعلان عن هويته البصرية، وكل ما يوجد هو "لوغو" ملف الترشيح.
وفي هذا الصدد دعا إسماعيل الإدريسي، الذي قال إنه مبدع هوية بصرية عن ترشح المغرب وتنتشر في الشبكة منذ 8 سنوات، العموم إلى الاطلاع على مسار ترشح الدول في موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مشددا على ضرورة التمييز بين "لوغو" ملف الترشح و"لوغو" المنافسات، معتبرا أن الأول "جيد في عمومه".
وفيما بدأ تفسير معاني مكونات "لوغو" ملف الترشيح تجد لها أخيرا بعض الصدى، بعد يوم من الانتقاد الحاد والاستياء من اللبس في طبيعة ما ترمز إليه النجمة الخضراء والأوراق الحمراء لشجرة، واصل بعض المستعملين الانخراط في مشاركة ونشر هويات بصرية بديلة، قالوا إنها تعود لمبدعين من "أبناء الشعب" لم تفتح أمامهم فرص اقتراحها على لجنة ترشح المغرب 2026.
ويحدث ذلك في وقت تنخرط فئة من مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي، ليست راضية في الأصل على قرار خوض المغرب معركة السعي إلى استضافة "مونديال" 2026 ومنافسة الترشيح الثلاثي لدول قوية هي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، في مشاركة هويات بصريات تستند على فكرة "لوغو" المغرب 2026، لكن ترمز إلى مشاكل وقضايا اجتماعية يرون أنها ذات أولوية مقارنة باستضافة منافسات كأس العالم.
صفحات مهتمة بأخبار الرياضة ولها متتبعون كثر، استثمرت السجال الدائر، والاهتمام الذي لقيه لدى المستعملين، فسارعت إلى اقتراح مسابقات على المولوعين بفن التصميم، ودعتهم إلى إبداع هويات بصرية بديلة ومشاركتها مع بقية المستعملين.
في المقابل يوجد مستعملون يرون أن الضجة حول "اللوغو" بحد ذاتها نجاح لأول عملية تواصلية للجنة ترشح المغرب 2026، في حين اعتبر البعض الآخر أن الموضوع برمته نال اهتماما زاد عن الحد، وبأن أي هوية بصرية، مهما كانتـ تظل عملا فنيا، لا يمكن أن يحقق الإجماع، و"المهم هو أن يتمكن المغرب من الانتهاء من إعداد الملف المطلوب حسب معايير الفيفا قبل التاريخ المحدد".
وفي هذا الصدد قال برادة المهدي، في حسابه على "تويتر"، إنه "من المؤكد أن اهتمام كافة مستعملي تويتر المغاربة بقصة المغرب2026، هو انتصار أولي للجنة" المشرفة على ملف ترشح المغرب.
أما سناء الزوين، فاعتبرت أن "النقاش حول جمالية لوغو ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم 2026 استأثر بالنقاش أكثر من اللازم . اللوغو مجرد عمل إبداعي، لا يمكن أن يحظى بإعجاب الجميع، مع العلم أن دور اللوغو هو إثارة النقاش وعلى الأقل هذا اللوغو ذكرنا بالرمية الملتهبة. المهم هو أن يتمكن المغرب من الانتهاء من إعداد الملف المطلوب حسب معايير الفيفا قبل التاريخ المحدد".