طالبت عدد من أرامل الجنود المغاربة الذين حاربوا إلى جانب الجنرال الاسباني "فرانكو"، قبل استقلال المغرب، بصرف معاشاتهم، بعد أن حارب أزواجهن إلى جانب الاسبان وقضوا نحبهم.
وقال عبد الرحمان فابيان، الذي حارب والده إلى جانب فرانكو قبل استقلال سيدي إفني، إن الاحصائيات بينت أن ما يفوق 400 أرملة لم تتوصلن بعد بمعاش أزواجهن الذين شاركوا "فرانكو" في الحروب بالمستعمرات الاسبانية.
وأوضح فابيان، ، في اتصال هاتفي مع موقع "تيل كيل عربي"، أنه "ترافع في هذا الملف وتنقل إلى إسبانيا ونصب محاميا في القضية من لاس بالماس (جزر الكناري)، من أجل استرداد معاشات الأرامل الباعمرانيين ونصرة عدد من المعوزين منهن، غير أن طلبه رفض".
ولفت فابيان أن "أرامل جنود فرانكو يعشن أوضاعا اجتماعية صعبة، بسبب الوعود التي تلقوها غير ما مرة لتسوية وضعيتهم المادية، خاصة وأن منهن من تجاوزن سن الثمانين عاما ومات زوجه".
هذا الملف، نقله محمد أبودرار بمعية عدد من برلماني المنطقة (الأحرار والبام والاتحاد الاشتراكي) إلى البرلمان المغربي، وقال أبودرار لموقع "تيل كيل عربي": "ترافعنا في قضية معاشات أرامل جنود فرانكو مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي من أجل التدخل عبر القنوات الديبلوماسية عند الجارة الاسبانية، لحلحلة الملف، غير أن لا تجاوب حصل".
وأوضح أبودرار، أنه "بحكم المستوى المعيشي لساكنة سيدي إفني وأيت باعمران وكلميم وما جاورها، فإن أرامل الجنود المغاربة الذين شاركوا مع فرانكو في حروبه، بحاجة لجبر هذا الضرر الجماعي بسبب عدم توصلهن بمعاشاتهن".
ونقل المتحدث ذاته، لـ "تيل كيل عربي" قوله، "إنهم تلقوا وعوداً من الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق، لفتح قنوات الاتصال مع إسبانيا، بهدف حل مشكل الأرامل المغربيات في الأقاليم الجنوبية، دون الحصول على رد".
وتتقاضى أرامل الجنود المغاربة المشاركين مع "فرانكو" تعويضات شهرية تتراوح ما بين 4000 و6000 درهم بالنسبة للجنود الحاصلين على الجنسية الاسبانية، فيما لا تتعدى معاشات أولئك الجنود المغاربة غير المجنسين 1100 درهم، بحسب توضيحات فابيان.
ووفق مصدر "تيل يل عربي"، فقد سبق لمحكمتي مدريد وجزر الكناري أن أصدرتا بين عامي 2011 و2013، قرارات تقضي باستفادة أرامل الجنود المغاربة المحاربين في جيش "فرانكو"، من معاشات وتعويضات مستحقة، بسبب تضحيات الجنود المغاربة الجسام، غير أن شيئا من ذلك لم يتحقق، وازدادت معاناة الأرامل في غياب موارد عيش لهن.
وكانت إسبانيا قد أصدرت في ثمانينات القرن الماضي، مرسوماً يعترف بحقوق المغاربة الذين شاركوا بمعية الجيش الاسباني في الحرب الأهلية، وتعويضهم بمعاش شهري على حسب رتبهم العسكرية، إلا أنها عادت وألغت المرسوم الذي يسمح للزوجة (الأرملة) بالاستفادة مما يقارب 80 في المائة من المعاش بعدد وفاة زوجها الجندي.