جرى، يوم أمس الأربعاء، ببنسليمان، التوقيع على اتفاقية شراكة من أجل بناء مركز دار البارود للتدريب على التبوريدة، بجماعة موالين الواد (إقليم بنسليمان)، بهدف تثمين الموروث الثقافي لفن التبوريدة، والحفاظ على سلالات الخيول المغربية.
ووقع هذه الاتفاقية، التي تجمع بين عدة قطاعات وفاعلين وطنيين وجهويين وإقليميين، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، ورئيس مجلس جهة الدار البيضاء - سطات، عبد اللطيف معزوز، وعامل إقليم بنسليمان، سمير اليزيدي، ورئيس المجلس الإقليمي لبنسليمان، عبد الفتاح زردي، ورئيس جماعة موالين الواد، ياسين عكاشة، ورئيسة غرفة الصناعة التقليدية لجهة الدار البيضاء - سطات، جليلة مرسلي، والمدير العام للشركة الملكية لتشجيع الفرس، عمر صقلي.
وتروم الاتفاقية، التي تندرج في إطار تنزيل إستراتيجية الجيل الأخضر للتنمية الفلاحية وبرنامج التنمية الجهوية لجهة الدار البيضاء - سطات، على الخصوص، الحفاظ على التراث الثقافي، والرقي بتربية الخيول الوطنية والبربرية والعربية - البربرية وحمايتها من الانقراض، ونقل موروث ممارسة فن التبوريدة إلى الأجيال الصاعدة، بالإضافة إلى خلق منتزه سياحي مندمج حول الثقافة والتراث المغربي، وفضاء لتكوين الشباب في المهن المرتبطة بالفرس والفروسية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز صديقي أن هذا المشروع يعد مثالا مهما على العمل المندمج والمشترك بين مجموعة من القطاعات والمتدخلين، مشيرا إلى أن المشروع يدخل في إطار الالتقائية بشأن تنزيل السياسة القطاعية للفلاحة والتنمية القروية وبرنامج التنمية الجهوية لجهة الدار البيضاء - سطات.
كما أكد صديقي أن الأمر يتعلق باتفاقية مهمة جدا تهم تنمية سلسلة الفرس ببلادنا، بصفة عامة، وبجهة الدار البيضاء - سطات، بصفة خاصة، وذلك من خلال إنشاء مركب للفروسية سيحتضن جانبا خاصا بتثمين فن التبوريدة، باعتباره مكونا رئيسيا في الموروث الثقافي المغربي، علاوة على جانب يهم نادي الخيل الذي سيعمل على حماية سلالات الخيول البربرية والعربية - البربرية، وتثمين المهن المرتبطة بالخيل.
وأشار إلى أن المركز يدخل في إطار تنمية سلسلة الخيول وتنزيل إستراتيجية الجيل الأخضر لتنمية القطاع الفلاحي، التي أطلقها الملك محمد السادس، سنة 2020، والتي تعتمد مقاربة سلسلة القيم التي تضم السلسلة النباتية والسلسلة الحيوانية.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس جهة الدار البيضاء - سطات، عبد اللطيف معزوز، أن الأمر يتعلق بمشروع رائد يمثل التقائية بين مجموعة من المتدخلين، ويجمع بين عدد من المجالات، منها على الخصوص، المجال الثقافي والسياحي والسوسيو - اقتصادي، ومجال التكوين.
وأوضح، في هذا السياق، أن المركز من شأنه المساهمة في تثمين فن التبوريدة بالجهة، على العموم، وبإقليم بنسليمان، خصوصا، وتشجيع الشباب على اتباع المهن المرتبطة بالفروسية، وخلق انتعاش سياحي ودينامية سوسيو - لقتصادية بالمنطقة.
وأشار معزوز إلى أن المركز، الذي سيضم فضاءات متعددة على مساحة 20 هكتارا، سيتم إنجازه بغلاف مالي إجمالي يبلغ 63 مليون درهم، تساهم فيه الجهة بـ30 مليون درهم، مبرزا أنه سيتم إحداث شركة تنمية محلية من أجل تدبير وتسيير المنشآت المنجزة في إطار هذا المشروع.
من جانبه، أكد عامل إقليم بنسليمان، سمير اليزيدي، على الأهمية التي يكتسيها هذا المشروع، باعتبار أن فن التبوريدة يعد أحد العلامات المميزة لجهة الدار البيضاء - سطات، التي تحتضن عددا مهما من المهرجانات والمواسم التي تستأثر فيها التبوريدة بمكانة هامة، مؤكدا أن مركز دار البارود للتبوريدة من شأنه تعزيز إشعاع هذا الفن الوطني المهم وتثمينه.
وأبرز أن هذه الاتفاقية تروم توحيد جهود كافة المتدخلين من أجل صون هذا الموروث الثقافي المغربي الأصيل، من جهة، وخلق دينامية ثقافية وسياحية واقتصادية بإقليم بنسليمان، من جهة أخرى، وذلك بفضل فضاءات الترفيه والعرض والتكوين التي سيتم إنشاؤها في هذا المركز.
يشار إلى أن هذه المنشأة ستشمل مركزا لتدريب التبوريدة (منطقة خاصة بالمحترفين، ومنطقة خاصة بالهواة المتعلمين، ومنطقة عمومية تضم حدائق وفضاء للترفيه، ومنطقة خاصة بحرف التبوريدة، وفضاء خاص لعرض مستلزمات التبوريدة)، ونادي للخيول (دار الخيل، اسطبلات الخيول، منطقة التهيئة الخارجية، ثم فضاء لتكوين الشباب في المهن والصناعة التقليدية المرتبطة بالفروسية).