أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، يوم أمس الخميس، بمراكش، أن الحكومة تولي اهتماما كبيرا للاعتناء بالموروث الطبيعي والجيولوجي، الذي تزخر به المملكة المغربية، وذلك عبر عدد مهم من البرامج القطاعية المندمجة.
وأضاف بنموسى، في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي العاشر، حول المنتزهات الجيولوجية لـ"اليونسكو"، المنظم تحت الرعاية الملكية، إلى غاية 11 شتنبر، أن الحكومة ستعمل على تطوير وتنمية الحدائق الجيولوجية بالمغرب، باعتبارها من بين الرافعات التي من شأنها تحقيق التنمية المستدامة، مشيدا بالمبادرات الرامية إلى تعزيز أدوار المنتزهات الجيولوجية والارتقاء بها، باعتبارها فضاءات للتعلم ورفع مستوى الوعي بالتنوع الجغرافي والبيولوجي والبيئي.
وأبرز أن المغرب يتميز بتنوعه البيولوجي والإيكولوجي وغناه الثقافي وشساعة مجالاته الغابوية وتنوع طبقاته الجيولوجية وما يكتنزه من ثروات معدنية وآثار الديناصورات الأطلسية العملاقة؛ وهو ما سيتم اكتشافه خلال المعرض الدولي، الذي يضم 12 جناحا للجهات، سيتم من خلاله التعرف على غنى التراث المادي واللامادي لجهات المغرب، وقيمها المبنية على التسامح والانفتاح.
كما أكد، من جهة أخرى، على أن هذا الملتقى العالمي الذي يعرف مشاركة خبراء دوليين ومسؤولين حكوميين وباحثين وعلماء وممثلين عن حوالي 195 منتزها جيولوجيا حول العالم، جاء ليكرس ريادة المغرب في النهوض بالتراث اللامادي للمنتزهات الجيولوجية للمناطق الجبلية، بكافة مكوناتها الطبيعية والثقافية والتاريخية.
وأبرز بنموسى أن اختيار المغرب كأول دولة إفريقية وعربية لاستضافة هذا الحدث البارز، يعد تأكيدا على التزام المملكة بالحفاظ على التراث الجيولوجي وتعزيز التنمية المستدامة؛ حيث تعد المنتزهات الجيولوجية ثروة طبيعية وثقافية تلعب دورا أساسيا لتنمية المناطق التي تحتضنها ومجالا جغرافيا غنيا بمواقعه الأثرية ومناظره الخلابة ذات الأهمية الجيولوجية العالمية.
ولفت المسؤول الحكومي إلى أن التدبير المندمج للمجال الترابي لـ"جيوبارك مكون"، وتحقيق أهدافه كمشروع للتنمية المحلية، وتقوية حضوره على المستويات القارية والعالمية، تم من خلال تعزيز البنية التحتية، وفتح المسالك الجبلية، وحماية وتسهيل الولوج إلى المواقع الجيوسياحية، بالإضافة إلى تنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وخلق شبكة من التعاونيات الإنتاجية مهتمة بالمنتوجات المجالية والنباتات الطبية والعطرية والصناعة التقليدية، وكذا تطوير الرياضات الجبلية والمائية، وتنمية وإنعاش السياحة الجبلية والمستدامة، وتعزيز التربية على البيئة وغيرها.
ويلتئم في هذا الملتقى الدولي الكبير، المقام بمبادرة من الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لـ"اليونسكو" ومجلس جهة بني ملال-خنيفرة وجمعية "جيوبارك مكون"، المنتزهات الجيولوجية العالمية الحاصلة على العلامة العالمية "المنتزه الجيولوجي لليونسكو"، موزعة على 48 دولة، بما في ذلك المغرب، الممثل بمنتزه "مكون الجيولوجي".
وستتيح هذه الدورة التي ستنظم أشغالها أيضا، بمدينتي أزيلال وبني ملال، للمشاركين خلال خرجات ميدانية على هامش المؤتمر، اكتشاف جمال المغرب وتنوع المناظر الطبيعية، ومواقع جيو سياحية وأخرى أركيولوجية ذات أهمية كبيرة، وكذا تقاليد الطبخ والموسيقي المحلية بمنطقة مكون، التي حاز منتزهها على العلامة العالمية "منتزه اليونسكو"، باستجابته لمعايير محددة.