مراكش - أحمد مدياني
"عودة الدراسة في المغرب بالمناطق التي ضربها الزلزال قرار مُلهم". هكذا علقت مديرة صندوق الدولي كريستالينا جورجيفا، خلال حديثها عن الانطباع الذي ترك عندها عندما زارت دواوير بإقليم الحوز، حيث تم نصب أقسام دراسية تحت الخيم، لضمان استمرار الموسم الدراسي عند تلميذات وتلاميذ المتضررين من الهزة الأرضية.
وقالت مديرة المؤسسة المالية الدولية، صباح اليوم الثلاثاء بمراكش، "أعرب عن إعجابي بالتضامن المدهش للشعب المغربي"، وذلك خلال ندوة نظمت ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدول.
وأضافت: "رفقة السيدة وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي، زرت المناطق المتضررة. رأينا الأطفال في المدارس، مباني مؤقتة نعم، لكنها تمكنهم من أن يدرسوا".
وجاء حديثها عن هذه التجربة، حين سئلت من مسير الندوة، عن قيمة الرأس المال البشري في إنتاج القيمة المضافة للاقتصادات محليا ودوليا.
وصرحت في هذا الصدد: "التعلم هو الجواب عن سؤالك، يجب التركيز في كل الظروف على بناء الرأس المال البشري".
وفي ما يخص الجوانب المرتبطة بسياسات صندوق النقد الدولي، صرحت مديرته أنه "عندما يتغير العالم، يجب أن نتغير. مؤسستنا المالية اعتادت أن تعمل في عالم معاييره وفقها يجب أن تكون ذهبية، لكن هذا المنطق انتهى، يجب أن تنتقل للمرونة".
وتابعت: "في التسعينيات والثمانينيات كان التركيز على الاقتصاديات المعروفة. أما اليوم، يصعب على متخذي القرارات السياسية/الاقتصادية أخذ وقتهم لحسمها، لأنه الآن من أجل رسم وضع قرارات تمتد لعقود، التريت خيار انتهى".
وشددت كريستالينا جورجيفا، على أن "المرونة لمساعدة الدول الأعضاء، أضحت ضرورة، من أجل التأقلم بسرعة، لأننا أصبحنا في عالم معرض لصدمات كبرى. ويجب مساعدة جميع الدول على تجاوز هذه التحديات".
وركزت مديرة صندوق النقد الدولي على ضرورة "مساعدة الدول على مواجهة صعوبات الغد، وذلك عبر تعلم اللغات والرياضيات والتكنولوجيا. يجب أن يقتنع أبناء اليوم أنه ما لم يكن لنا أن نتخيله في جيلنا، موفر لهم الآن ويجب استغلالها جيدا".
وعادت مديرة صندوق النقد الدولي، لإعطاء المثال بالمغرب، حين قالت: "التعافي من الصدمات وبناء الرخاء من أجل المستقبل، يتطلب إرادة قوية، وذلك ما أظهره المغرب في مواجهته لآثار الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة".
"هناك تخطيط اليوم لإعادة الإعمار في المناطق المتضررة، أساسه بناء منازل لا تتأثر بالزلزال. كما نسجل أنه رغم هذه الكارثة، التضخم في المغرب يتراجع من 13 في المائة إلى خمسة في المغرب". توضح المتحدثة ذاته.
وتابعت: "المغرب يعترف بأهمية تنويع الاقتصاد من أجل المستقبل، هو مصدر مهم جدا للطاقة المتجددة، وحكومة المملكة ترغب في أن تكون المملكة رائدا في هذا المجال، نفس الشيء بالنسبة لضمان موارد مائية بديلة".
مع ذلك، نحن ندعو المملكة المغربية إلى ضرورة "رفع العراقيل أمام ازدهار للاستثمار الخا. كما لا يمكن إلا أن ننوه باستمرار نمو، الذي يجب أن يرافقه العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وبناء الثقة، وذلك بالأساس يجب أن يعتمد على التعليم والتربية وضمان فرص متساوية للجميع".
وختمت مديرة صندوق الدولي كريستالينا جورجيفا، مداخلتها بالقول: "لا يمكن أن ننجح في عالم تكثر فيها الصدمات، كما لا نستطيع ضمان صلابة في المستقبل بدون قناعة قناعة أن المرأة أساسية في هذا المسار اليوم ومستقبلا".