العربي الجديد
بدأت هيئة البث البريطاينة "بي بي سي" تحقيقاً مع عدد من الموظفين في خدمتها العربية (بي بي سي عربي)، بسبب تغريدات ومنشورات "بدا كأنها تحتفي بالهجوم الذي أسفر عن مقتل حوالى 1300 إسرائيلي"، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "كتائب القسام" في 7 أكتوبر.
ووفق تقرير نشرته صحيفة ذا تليغراف البريطانية في وقت متأخر من ليل السبت، فإنّ صحافيين في الخدمة العربية نشروا تعليقات "تشبّه مقاتلي حركة حماس، بالمقاتلين في سبيل الحرية بالإضافة إلى وصف الجريمة المروعة التي وقعت في 7 أكتوبر بـ(صباح الأمل)".
ويأتي هذا التحقيق في وقت يشنّ إسرائيليون ومناصرون للاحتلال حملة على الهيئة بسبب رفضها تصنيف حركة حماس "حركةً إرهابية".
الصحافيون العرب الذين ذكرت أسماءهم الصحيفة البريطانية هم: مراسلة الشؤون الدينية اللبنانية سناء الخوري، مديرة البرامج اللبنانية ندى عبد الصمد، والمراسلة المصرية سالي نبيل، والصحافي والمنتج المصري محمود شليب، والصحافية في مكتب القاهرة المصرية سلمى خطاب، والمتعاونة (فريلانسر) آية حسام، والمراسل الرياضي عمرو فكري.
وعلم "العربي الجديد" أنّ إدارة "بي بي سي" أوقفت الصحافيين عن العمل مؤقتاً إلى حين انتهاء "تحقيق النزاهة". كذلك اتجه بعض هؤلاء، بطلب من الإدارة، إلى حذف التغريدات والمنشورات التي اعتبرت "مسيئة".
وردًا على الاتهامات، قالت رئيسة لجنة الثقافة ووسائل الإعلام والرياضة في مجلس العموم دام كارولين دينيناج، السبت: "اللغة أمر مهم ومن الضروري أن تجرى تغطية التقارير الإعلامية للأحداث المحزنة في إسرائيل وغزة بأقصى حساسية ونزاهة من قبل جميع الصحافيين، خصوصاً المذيعين الذين يعملون في خدمة هيئة البث لدينا".
وقال ناطق باسم "بي بي سي": "نحن نحقق في هذه القضية بسرعة. إذ إننا نأخذ الادعاءات بخرق المبادئ التحريرية على وسائل التواصل الاجتماعي لدينا بجدية بالغة، وإذا تبين وجود خروقات، فسنتصرف، بما في ذلك اتخاذ إجراءات تأديبية".
التغريدات والمنشورات التي تحقق فيها "بي بي سي" نشرت على الحسابات الشخصية للصحافيين خلال الأسبوع الماضي. ومن بين هذه التغريدات ما قيل إنه "تشكيك بوجود مدنيين إسرائليين غير مسلحين"، في إشارة إلى تغريدة محمود شليب التي قال فيها "أمامي على (قناة) الجزيرة مواطنوهم المزعومون يقفون مسلحين إلى جانب الشرطة ويطلقون النار، لأنه ليس لدى إسرائيل أي مدني بين الشباب تقريباً. هذا ما لا يعرفه الجاهلون غالباً".
وتحقق الهيئة بإعجاب سالي نبيل بتغريدة عن مفاجأة المقاومة الفلسطينية للاحتلال في 7 أكتوبر، وإعجابها بفيديو يظهر جثثاً وأسرى إسرائيليين مع تعليق لصاحب التغريدة يحتفي بالفيديو، فضلاً عن إعجابها بتغريدة تصف إسرائيل بدولة احتلال.
كما تنظر الهيئة في نشر ندى عبد الصمد فيديو لإسرائيليين يختبئون خوفاً تحت عنوان: "المستوطنون يختبئون داخل حاوية قصديرية خوفاً من مقاتلي المقاومة الفلسطينية".
أما سناء الخوري فكتبت تغريدة جاء فيها: "سمعة إسرائيل تبكي في الزاوية" وتغريدة أخرى أشارت فيها بشكل خبري بحت إلى أنّ "الحلويات والبقلاوة توزّع في صيدا (جنوب لبنان)" وذلك بعد عملية "طوفان الأقصى".
وتماماً كما حصل مع قناة "دويتشه فيله" عام 2022، فإنّ المحرض الرئيسي على الصحافيين العرب هو موقع "كاميرا" الذي يرصد تغريدات ومنشورات الصحافيين العرب العاملين في المؤسسات الغربية، ويتقدّم بشكوى إلى مؤسساتهم في حال رصد ما يعتبره منشورات "معادية للسامية".
ويتخوّف ناشطون عرب في مجال حقوق الصحافيين من أن يتحول الصحافيون العرب إلى كبش فداء تقدمّه الهيئة البريطانية لتنفيس الغضب ضدها، بسبب رفضها المتكرر وصف حركة حماس بالحركة الإرهابية. إذ أعلنت المؤسسة توجيهاتها بعدم استخدام هذه الكلمة في تغطيتها للعداون الأخير على غزة. نجمَ عن هذه الخطوة اعتراض وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس على سياسة المؤسسة؛ إذ صرّح بأنّها تحتاج إلى تحديد واضح لـ"البوصلة الأخلاقية" التي تعتمدها.
أوضحت "بي بي سي" أن استخدام كلمة "إرهابي" يمكن أن يكون عائقاً وليس أداة مساعدة على الفهم. وركزت على أنها تتبنى نهجاً يتيح للجمهور فهم الوقائع والأحداث بشكل موضوعي.