يبدو أن تساقط الثلوج على مناطق درعة، حدا بكثير من شبابها لإبداع لوحات ومجسمات من الأبيض مزينة بملابس أمازيغية وحلي نابضة تجسد الرجل والمرأة والفتاة والطفل الدرعي.
يقول محمد أيت بلقاس، وهو مواطن من زاكورة، إنه على طول الطريق الرابطة بين زاكورة في اتجاه ورزازات عبر أكدز، خرج العشرات من الشباب تزامنا مع عطلة منتصف السنة الدراسية، وشرعوا في نحت مجسمات على الطبيعة بعد أن وشحت بالثلوج".
وأضاف أيت بلقاس في حديث لموقع "تيل كيل عربي": أن عددا من هؤلاء الشباب عبأ ملابس النسوة المعروف باسم "الشنبر" لتزيين مجسماته الثلجية المنحوتة بقسمات نابضة، فصاروا يلتقطون صورا بهواتفهم النقالة فرحا ببياض الطبيعة، عله ينسيهم قساوة الطبيعة وسنوات الجفاف وندرة الماء الذي صار مبعث قلق بالنسبة إليهم.
بدوره، سار إبراهيم أوعبو في تصريح لموقع "تيل كيل عربي"، ليؤكد أن شباب درعة أبدعوا فيما أبدعت فيه الطبيعة ببياضها، فبعد أن كانوا ينحتون على الرمال والأحجار، جربوا هذا الأسبوع موهبتهم في النحت على الثلوج على الرغم من أن بعضهم لا يملك أية خبرة فنية، فزينوها في السطوح وعلى جنات الطرق، فنجحوا وتميزوا، وفق تعبيره.
ولم يتوقف تزيين المجسمات الثلجية عند اللباس، بل تعداه للحلي الأمازيغي المحلي أمثال "لقتيب" و"ليزار"، التي تمتلكه نسوة درعة وتوظفه في مناسبات الاحتفال، ليصير أغلى ما تملكه المرأة الدرعية من مجوهرات الفضة زينة العرائس المنحوتة على الثلج، ابتهاجا بالطبيعة وفرحا بجمالها، بحسب تعبير أوعبو.
وتقاسم عدد من هؤلاء الشباب المبدعين مجسماتهم الثلجية عبر صور نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي وتبادلوها على "الواتساب"، سواء تلك التي نسجتها الطبيعة على نخيل درعة وواحاتها ودورها، أو تلك التي نحتها شبان المنطقة ورصعوها بلباس الأهالي وحليهم الفضية.