تبحث المرأة دائما عن فضاء لاحتساء فنجان قهوة أو مطالعة هاتفها ومجالسة صديقاتها دون مضايقات ولا تحرش، وبعيدا عن أعين وكلمات الفضوليين. هذا الأمر أصبح متاحاً اليوم في المغرب، عبر تطبيق جديد اختارت له مبتكرته اسم "فين نمشي؟". ويتيح الأخير بعد اطلاقه يوم 29 يناير المنصرم، 100 عنوان موجه للنساء الباحثات عن فضاءات صديقة لهن، وهو متاح مجاناً على "غوغول بلاي"، في انتظار اطلاقه على آب ستور.
وتجد المرأة دائما صعوبة في اختيار مكان للخروج بحثاً عن الراحة والسكينة، "فين نمشي؟" يوفر لها هذه الإمكانية، عبر اقتراح عدد من الفضاءات التي يصنفها ضمن خانة "الأماكن الصديقة للمرأة".
مبتكرة التطبيق مغربية عاشت في فرنسا، وحسب تصريح لـ" هاف بوست فرنسي"، جاءتها الفكرة انطلاقاً من تجربتها الشخصية. وتقول صفاء الجزولي، مبتكرة التطبيق: "تعبت من الذهاب إلى نفس الأماكن عندما عدت إلى المغرب، لذلك جاءتني فكرة تحفيز النساء على تبادل عناوين فضاءات يقصدنها، وتقديم آرائهن حولها، كذا اقتراح وجهاتهن المفضلة يومياً، مع الإشارة والحديث عن الأماكن التي لا يحبذن الجلوس فيها".
وتابعت صفاء، أن "اختيارات النساء المغربيات محدودة، والمقاهي كانت دائماً أماكن للذكور فقط، وبعضها فضاءات غير مناسبة للمرأة، وقد تتعرضن فيها للتحرش الجنسي أو العنف الجسدي واللفظي".
كما تبحث مبتكرة التطبيق، عن حلول لاقتحام المرأة لمقاهي في الأحياء الشعبية، حيث يوجد الرجال فقط، تغيب فيها نظرة هؤلاء، الفضولية والمتطفلة، ما يمنعها من الجلوس فيها لقراءة صحيفة أو تبادل الدردشة مع صديق أو صديقة حول كأس شاي.
وأشارت المتحدثة ذاتها، إلى أن البحث عن آراء حول مكان ما في المغرب عبر ما توفره خريطة "غوغول"، يقود إلى مطالعة ما يكتبه الرجال حوله فقط، لأن هذا هو المتوفر، بل عدد قليل جداً من النساء يقدمن آراءهن، لذلك، تبحث هي من خلال تطبيق "فين نمشي؟"، عن توفير منصة تفاعلية تساعد فيها النساء بعضهن، عبر إبداء آرائهن حول الفضاءات "الآمنة والمحترمة"، فضلا عن تقديم المشورة والتوجيه. وتشدد صفاء على أن فكرة التطبيق، ليست الفصل بين الرجال والنساء، بل هدفها أن يكون ممكنا في غضون سنوات قليلة، مشاهدة الجنسين وهما يجلسان على شرفة مقهى في حي شعبي.