اعترف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، بأن حركة "حماس" حققت انتصارا كبيرا على إسرائيل، ودلك في مقال نشره في صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وأوضح بولتون أن لصفقة التبادل ثمن ومكاسب، لكن مقاتلي "حماس" الذين وصفهم بـ"الإرهابيين" جنوا أغلبية المكاسب، مضيفا أن تحرير المحتجزين من قبضة حركة المقاومة الإسلامية أمر "يستحق الثناء، لكن هناك طرق صحيحة وأخرى خاطئة لفعل ذلك".
وأضاف: "ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الصفقة ستشكل سابقة سلبية، بشكل قاطع، لإسرائيل، لكنها تلقي بظلال الشك على قدرتها على تحقيق هدفها المشروع بالقضاء على التهديد الإرهابي الذي تمثله حماس"، معتبرا أن صفقة التبادل "معيبة، بشكل قاتل"، من جوانب عدة، حتى لو سارت الأمور على ما يرام.
كما ذكر المسؤول الأمريكي السابق أن عملية الإفراج عن الأسرى ستستمر 4 أيام، هي أيام الهدنة، وستعمل إسرائيل، على الاستعداد للجولة الثانية من القتال، بما يشمل ذلك إيصال الإمدادات للقوات، واستبدال بعضها، لكن "حماس" هي المستفيدة الكبرى من الهدنة، فهي تعرضت لضغط قوي من إسرائيل في أيام القتال، ومع توقف القتال، فإنها ستخرج مقاتليها من وضع صعب؛ حيث تساءل عن عدد الجنود الإسرائليين الذين سيقتلون بسبب الفرصة التي تتيحها الهدنة للحركة لنصب مزيد من "الأفخاخ".
واعتبر بولتون أنه في حال اختارت "حماس" إطلاق سراح مزيد من المحتجزين، فإن الهدنة ستمدد يوما واحدا لقاء كل 10 من هؤلاء؛ حيث تساءل: "ما المبرر للسماح لعدوك بتحديد مدة الهدنة من جانب واحد؟ ماذا لو كانت الصعوبات اللوجستية تعني الإفراج عن 6 من هؤلاء فقط؟"، معتبرا أن هذا الأمر سيمنح الحركة فترة أكبر من الراحة، وهو ما "سيلقي بأعباء غير عادلة على إسرائيل، في حال استئناف الأعمال العدائية، وسيضيف ذلك مزيدا من النفوذ إلى جهود حماس لمحو ما فعلته في 7 أكتوبر".
من جهة أخرى، أكد المسؤول الأمريكي السابق أن "إسرائيل والولايات المتحدة، لسبب غير مبرر، وافقتا على تعليق المراقبة الجوية فوق غزة، لمدة 6 ساعات يوميا، خلال الهدنة"، معتبرا إياه "أكبر تنازل من جانب إسرائيل، لا بل إنه أكبر من الهدنة نفسه؛ لأنه يحرم إسرائيل من المعلومات عن أنشطة حماس".
وأضاف بولتون: "لقد وافقت إسرائيل على أن تكون غافلة عن غزة خلال هذه الفترة الزمنية التي ستكون ملائمة للإرهاب".