كشف تقرير لصحيفة "Financial Times" البريطانية أن ضابط استخبارات إسرائيليا رفيعا رفض تصديق محتويات تحذير تفصيلي توقع هجوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في 7 أكتوبر، واصفا إياه بـ"السيناريو الخيالي".
وحسب التقرير، فإن الحراس على حدود إسرائيل مع غزة قدموا تقريرا مفصلا إلى أعلى ضابط استخبارات في القيادة الجنوبية، قبل أسابيع من هجوم أكتوبر، والذي تضمن أن "حماس" كانت تتدرب على تفجير نقاط حدودية في مواقع عدة لدخول الأراضي الإسرائيلية، والاستيلاء على الكيبوتسات، واحتجاز الرهائن، واستخدام الصواريخ لإلهاء القوات الإسرائيلية عن التوغل المستمر، موضحا أن هؤلاء الحراس كانوا يشاهدون ويحللون تدفقا مستمرا من مقاطع الفيديو وغيرها من البيانات بشأن المنطقة القريبة من السياج الإلكتروني المحيط بالقطاع.
ووصفت الصحيفة البريطانية ما حدث بأنه "أكبر فشل استخباراتي لإسرائيل، منذ حرب أكتوبر"، حين شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا عليها، في عام 1973، لافتة إلى أن هجوم "حماس" اتبع، إلى حد كبير، النمط الذي ذكر في التحذير.
وكشف التقرير أنه تم إرسال التحذير إلى الضابط الإسرائيلي بعد أن رأى الجنود الإسرائيليون قائدا عسكريا رفيع المستوى من "حماس" يشرف على التدريب؛ حيث تم التعرف عليه بواسطة قاعدة بيانات الوجوه والهويات التي تحتفظ بها "الوحدة 8200"، وهي جزء من فيلق المخابرات الإسرائيلية.
كما نقل أن التحذيرات قوبلت بالتجاهل؛ ليس لأنها جاءت من جنود من ذوي الرتب الدنيا فحسب، بل لأنها تتعارض مع ثقة الحكومة الإسرائيلية بأنها احتوت "حماس"، من خلال الحصار العقابي، وقصف قدراتها العسكرية، واستخدام المساعدات والأموال وسيلة لتهدئتها، وكذلك لاقتناعها بأن حركة المقاومة تسعى إلى تجنب حرب مع المحتل.