اعتبر المهدي السكوري العلوي، وهو خبير مغربي في مجال البنى التحتية الرياضية، أن إعلان المغرب، في طلب ترشُّحه لتنظيم كأس العالم 2026، أنه سيَعْتَمِدُ على الملاعب القابلة للتركيب والتفكيك، أمرٌ يرفع من حظوظه للفوز بالتنظيم. كما كشف، في هذا الحوار القصير مع ''تيل كيل عربي''، أن هذا النوع من الملاعب ليست لديه أية سلبيات، ويُسَايِرُ أخلاقيات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ما هي حيثيات هذه الملاعب القابلة للتركيب والتفكيك؟
ظهر هذا النوع من الملاعب، بشكل كبير، في الألعاب الأولمبية في لندن سنة 2012، بحيث بني هناك، حينها، مسبح وقاعة لكرة السلة ومجموعة من البنايات الأخرى، القابلة للتركيب والتفكيك.
وهناك شركات متخصصة في هذا المجال، تسهر على تركيب هذه الملاعب وبعد انتهاء التظاهرات الرياضية تقوم بتفكيكها.
ما هي إيجابيات وسلبيات هذا النوع من الملاعب؟
بالنسبة للفوائد، فأولها هي أنه عندما تنتهي التظاهرة الرياضية، لا تجد الدولة المنظمة نفسها أمام ملاعب كبيرة لن تستعملها في أي شيء، وستحتاج إلى صرف أموال كبيرة عليها لمدة سنوات فيما يخص صيانتها، وهذا أمر مهم جدا. فمثلا في جنوب إفريقيا، بنيت ملاعب تقليدية كثيرة استعدادا لتنظيم كأس العالم 2010، وبعد انتهاء البطولة لم تعد الدولة المذكورة تستغلها.
وبالنسبة للفائدة الثانية، فهي تتجلى في كون هذا النوع من الملاعب تكلفته أقل من الملاعب التقليدية. كما أن مدة بناء واحدٍ من هذه الملاعب، تتراوح ما بين ستة أشهر وسنة واحدةٍ، مقابل ثلاث سنوات، على الأقل، يستغرقها بناء ملعب تقليدي. وهذه الملاعب ليست لديها أية سلبيات، بحيث تضم كل التجهيزات والفضاءات التي تضمها الملاعب التقليدية.
أعلن المغرب، في طلب ترشُّحِه، أنه سيعتمد هذا النوع من الملاعب. فهل يُقَوِّي هذا الأمر حظوظ المغرب لتنظيم التظاهرة؟
هذا الأمر سيؤثِّرُ بشكل كبير على حظوظ المغرب على مستوى تنظيم هذه التظاهرة العالمية، لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يطلب من الدول المترشحة أن توضح في ملفات الترشح الخاصة بها، مآلات هذه الملاعب بعد انتهاء احتضانها لكأس العالم، وهذا يدخل في أخلاقيات الفيفا، التي تفضل منح فرصة تنظيم كأس العالم لدولة تفكر في مثل هذه الأمور.
والمغرب لن يكون مضطراً إلى توضيح مآلات الملاعب التي سيبنيها استعدادا لاحتضان تظاهرة كأس العالم 2026، في حالة اختياره بلداً للاحتضان، لأنه بيَّن، في طلبه، أنه سيشيد ملاعبا تركب قبل بدأ البطولة وتفكك بعد انتهائها، وهذا سيدفع الفيفا إلى منح المغرب نقطا أكثر على مستوى مقارنته بالدول الأخرى المترشحة.
وحسب علمي، فإن المغرب لن يعتمد، إذا فاز بتنظيم كأس العالم 2026، على ملاعب تفكك وتركب 100 في المائة، بل سيشيد ملاعبا صغيرة تستوعب 20 ألف متفرجٍ في مدن مغربيةٍ صغيرة. وبما أن الفيفا تطلب أن يستوعب الملعب 45 ألف متفرج، فإن فرق 25 ألف مقعدٍ ستتم تغطيته بالاعتماد على تقنيتي التركيب والتفكيك، والنتيجة ستكون، في النهاية، أن المدن الصغيرة المذكورة ستربح ملاعباً، وفي الوقت نفسهِ لن يتورط المغرب في بناءِ ملاعب كبيرة لن يستعملها بعد انتهاء تظاهرة كأس العالم.