"بعد أن وصلت إلى الباب المسدود. بدأت بعض المؤشرات تطفو على السطح لتدل على اقتراب عودة العلاقات بين المغرب وفرنسا، بعد فترة طويلة من الجمود.
وتعكس مشاركة المغرب في مناورات عسكرية مع فرنسا، أحد مؤشرات إحياء العلاقات بين الرباط وقصر الإليزيه" .
وقد وصلت الفرقاطة المغربية" طارق ابن زياد" إلى قاعدة تولون البحرية في إطار مشاركة البحرية الملكية في هذه المناورات، وانضمت مروحياتها من طراز Panther إلى القاعدة الجو بحرية بـ Hyères.
ومن المتوقع أن تشهد نسخة 2023 مناورات بحرية "شيبيك"، لقاءً بين الفرقاطة المغربية "طارق بن زياد"، والفرقاطة الفرنسية "لا فاييت".
وتعليقا على هذه المستجدات، اعتبر محمد شقير، الخبير في العلاقات الدولية، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، أن "السلطات الفرنسية في طريقها إلى التجاوب مع الأرضية السياسية التي حددها العاهل المغربي، في تعامله مع شركائه الأوروبيين، والتي تقوم على الخروج من المنطقة الرمادية فيما يتعلق بالموقف من قضية الصحراء" .
"فبعدما غيرت كل من ألمانيا وإسبانيا وهولندا موقفها من خلال مساندة مبادرة الحكم الذاتي"، يوضح شقير، أن "فرنسا بقيت متلكئة في موقفها للحفاظ على علاقاتها مع الجزائر، وقامت بتحركات استفزازية ضد المغرب، أدت إلى التوتر بين البلدين" .
"السلطات الفرنسية، وعت أن هذا الوضع بدأ يضرّ بمصالح فرنسا بالمغرب، وهو ما دفع قصر الاليزيه للقيام ببعض التحركات للتقرب مع المغرب، وذلك من خلال إرسال وفد فرنسي ضم مسؤولين عسكريين الى العيون، مما نجم عنه استقبال الملك للسفير الفرنسي بالرباط، وكذا تعيين سفيرة جديدة بباريس"، يقول شقير.
واعتبر المحلل السياسي ذاته، أن "الكلمة التي ألقاها المندوب الفرنسي بمجلس الأمن، والتي عبّر من خلالها عن مساندة فرنسا لمبادرة الحكم الذاتي، وأشار من خلالها أن باريس كانت من المؤيدين لهذه المبادرة منذ 2007، تعد تطوراً في الموقف الفرنسي" .
وتمهيداً لتحسين هذه العلاقات، قد يتم تسهيل زيارة الرئيس ماكرون للمغرب بعد عدة تأجيلات، بالإضافة إلى عقد اجتماع اللجنة المختلطة الذي تم تأجيله أيضًا،" يقول شقير.