أكد الخبير في العلاقات الدولية، لحسن أقرطيط، أن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز للمغرب، يوم أمس الأربعاء، تحمل العديد من الرسائل للطبقة السياسية في أوروبا، وكذا في إسبانيا، مفادها أن المغرب "شريك موثوق وفاعل إقليمي ودولي" في العديد من القضايا الحيوية.
وأوضح أقرطيط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن النخب السياسية الإسبانية "باتت تدرك، أكثر من أي وقت مضى، لاسيما في ظل التحولات الجيواستراتيجية الجديدة التي يعرفها المشهد الإقليمي والدولي، أن مصلحة إسبانيا تكمن في تعميق الشراكة مع المغرب"، مضيفا أن "هذه الزيارة تؤكد رغبة إسبانيا في بناء علاقة إستراتيجية مع المملكة قائمة على الثقة والمصالح المتبادلة".
وشدد الخبير على أن هذه الزيارة تعكس عزم الحكومة والدولة الإسبانيتين على تنزيل خارطة الطريق المعتمدة في أبريل 2022، بمناسبة زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب، بدعوة من الملك محمد السادس، وعلى تطوير هذا البعد الإستراتيجي للعلاقات بين البلدين.
وفي هذا السياق، أكد أقرطيط في العلاقات الدولية، على أن مشروع المملكة لإعادة هيكلة الواجهة الأطلسية يشكل فرصة للشركاء والمستثمرين الإسبان، والأوروبيين، عموما، للإسهام في هذا المشروع الإستراتيجي الضخم، وفي تطوير البنى التحتية البحرية في منطقة حيوية لمصالح أوروبا، مبرزا أن المغرب وإسبانيا، بالنظر إلى موقعهما الجغرافي، يوجدان في قلب الجغرافيا السياسية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وما يرتبط بها من رهانات اقتصادية وأمنية، على الخصوص.
يشار إلى أن الملك محمد السادس استقبل، يوم أمس الأربعاء، بالقصر الملكي بالرباط، رئيس حكومة المملكة الإسبانية، بيدرو سانشيز.
وتندرج هذه الزيارة في إطار استمرارية الدينامية التي أطلقتها المرحلة الجديدة للعلاقات الثنائية، والتي تم تدشينها منذ اللقاء بين عاهل البلاد وسانشيز، في أبريل 2022، والذي توج باعتماد البيان المشترك بين البلدين.