بقلم: يوسف القاضي
تلميذة متعددة المواهب، متشربة بخلق العلم والمعرفة والثقافة، متميزة في مسارها الدراسي التعلمي التعليمي، لها قوة الشخصية في الحضور، في القسم، على المنصة، وفي فن الإلقاء.
رائدة في فن الخطابة؛ بلغتها الأم الامازيغية، متمكنة من ترجمة نصوص اللغات الاجنبية إلى الأمازيغية، مع احترامها للحمولة الثقافية للنص الأصلي، وبمقاربة لغوية سليمة.
إنها التلميذة هبة ايت بنزايد، من مواليد قرية؛ إيمضر، موطن المعدن الأصيل - الفضة - التي صاغت بها مواهبها المتفردة المتعددة، والتي شكلت لها جسرا لا يرى إلى مراتب أولى في عدة مسابقات.
تلقت التلميذة هبة تعليمها الأولي والابتدائي ثم الإعدادي بنفس المدرسة الخصوصية في مركز مدينة تنغير، وهي التلميذة النجيبة داخلة الفصول الدراسية، بشهادة أساتذتها، ونقطها المتربعة على عرش المراتب الأولى دائما.
شغوفة بالأدب والفنون الجميلة، موهوبة في قرض الشعر باللغة الفرنسية، مما مكنها من احتلال المرتبة الأولى إقليميا وجهويا؛ في المسابقة الوطنية للشعر التلاميذي باللغة الفرنسية، وتمثيلها جهة درعة تافيلالت في الاقصائيات الوطنية لذات المسابقة في جوهرة الصحراء المغربية مدينة الداخلة.
مواهب التلميذة النجيبة هبة؛ متعددة ومتفردة، ومسارها الدراسي متميز منذ نعومة أظافرها، كيف لا وهي اسم على مسمى، وقد قيل لكل فرد من اسمه حظ، وهي الحاصلة على أعلى معدل في قسمها، ونقط متميزة، وتنويه من إدارة المؤسسة، خلال الدورة الأولى لهذا الموسم الدراسي الحالي 2023/2024.
وتبوأت المرتبة الأولى جهويا في مسابقة فن الخطابة في صنف اللغة الأمازيغية، للمواسم الدراسية 2023/2022 و2023\2024، على التوالي، واحتلت المرتبة الثالثة وطنيا خلال هذا الموسم، بعدما لم يسعفها الحظ السنة الماضية، للوصول إلى الاقصائيات الوطنية لذات الصنف، بعدما قاطعت جهة درعة تافيلالت المسابقة لذات السنة.
وقد كان لمؤسسة التفتح الأدبي والفني في تنغير، سُنة حميدة تتمثل في مرافقة هؤلاء النجباء إلى المعرض الدولي للكتاب، والذي يقام في الرباط كل سنة، وتحج إليه ألوف مؤلفة من شغوفي القراءة، وجُلساء الكتاب؛ وهي سُنة حميدة، تربي في هذا النشء حب القراءة، وحب مصاحبة الكتاب؛ في ظل انتشار التفاهة، وتهافت الناس على عادات أخرى غير صحية، ومشينة اجتماعيا.
كانت هبة تُمني النفس بزيارة معرض الكتاب هذه السنة كدأب السنة الماضية، إلا أنها تفاجأت بعدم دعوتها من قبل أكاديمية جهة درعة تافيلالت للتربية والتكوين، باعتبارها المشرفة على اختيار صنف معين من التلاميذ لزيارة معرض الكتاب، كما أكدت لنا ذلك مصادر خاصة.
إقصاء مثل هؤلاء التلاميذ النجباء، الذين لهم مسارا دراسيا حافلا بالتميز، وموهوبون في عدة مجالات - تحدي القراءة، الشعر التلاميذي، فن الخطابة - سيظل انكسارا تربويا في حق هؤلاء التلاميذ، ومرارة تختلج وتعتري صدور هؤلاء الطاقات الإبداعية، المفعمة بروح الأدب والثقافة والفن.
ومن هنا لابد، أن نبعث لمسيري الشأن التربوي جهويا، برسالة تفيد؛ أن الاستثمار في هؤلاء الأطفال هو استثمار للوطن من الدرجة الاولى وللجهة وللمجتمع، وكلما أتيحت فرصة لإبراز وإشهار طاقات هؤلاء الصغار؛ سيكون لها وقع ايجابي اولا في نفوسهم، ثم عائلتهم ومجتمعهم، وسيكون له تأثير إيجابي على أقرانهم من الأطفال، لأن الطفل يأخذ من الطفل أكثر ما يأخذ من غيره.
ومن هنا كان من الأجدر لمدبري الشأن العام، والتربوي الثقافي في الجهة والإقليم؛ أن تعطي فرصة لكل موهوب في أي مجال أن يصقل مواهبه وابرازها، خاصة في المهرجانات المحلية والموسومة دوليا، من قبيل الملتقى الدولي للعطر الوردي، وهي رسالة إلى منظمي هكذا مهرجانات للالتفاف حول مواهب هؤلاء الأطفال لصقلها وتشجيعها.
خاصة ونحن مقبلون على مهرجانات أخرى، يمكن أن نتدارك فيها الأمر؛ مع تكريم هؤلاء التلاميذ كلما سنحت الفرصة بذلك، وتشجيعهم أمام الملأ باستقبال رسمي من ممثلي الإدارات العمومية ومن مدبري الشأن التنموي بالمنطقة.