عالم مالي ينوه بجهود مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في محاربة التطرف بمنطقة الساحل

محمد فرنان

أشاد الدكتور محمد ياتبري، رئيس المعهد الإسلامي بجمهورية مالي، بدور مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في محاربة التطرف والإرهاب في إفريقيا، وخاصة في منطقة الساحل.

وقال ياتبري في تصريح لـ"تيلكيل عربي" على هامش مشاركته في الملتقى الدولي الثامن للتربية الجمالية الذي عقد أيام 9 إلى 11 ماي الجاري، من تنظيم كلية علوم التربية تحت شعار، "عين على الماء: تربية، ثقافة، جماليات"، إن "جهودا تبذل من أجل ترشيد الصحوة الإسلامية في مالي، عبر توعية الأئمة وتوجيههم نحو التحلي بالاعتدال في خطاباتهم".

وتابع: "هذه فرصة لأنوه بالدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. وهذه الجهود تتمثل في تكوين عدد كبير من الأئمة وتلقينهم الأسلوب المعتدل في الخطاب".

وأوضح أن "الخطباء لا شك أن لهم دورا كبيرا في المجتمع، والناس يستمعون إليهم ويتأثرون بهم. وإذا كانت خطاباتهم تحرض على التطرف والإرهاب والتشدد في الدين، ستكون لها انعكاسات سلبية على أخلاق الناس وسلوكياتهم".

وأبرز المتحدث ذاته، أن "مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تقوم بدور كبير في مجال محاربة التطرف وتكوين الأئمة اللذين يأتون إلى المغرب، ويدرسون لمدة سنتين".

ولفت الانتباه إلى أنه "في هذه السنتين، تكون فرصة أمام الأئمة للإطلاع على أساليب مناسبة للخطاب الديني الذي يدعو إلى الاعتدال والتسامح. وهذا ليس غريبا في الإسلام، فالإسلام دين التسامح والتعايش".

وجوابا على سؤال "تيلكيل عربي" حول مساهمة علماء الدين لتوحيد الجهود ونبذ التفرقة والتطرف في منطقة الساحل التي تعرف عدة اضطرابات، أشار إلى أن "الدين الإسلامي يدعو إلى السلم والتعايش السلمي، وأن يكون المسلم مثلا جيدا لغيره. لذلك ينتظر من علماء الإسلام أن يقوموا بدور في هذا الاتجاه".

واسترسل قائلا: "كما أشرتم، منطقة الساحل تعرف حالات اضطراب ونزاعات من أسبابها الخطابات الدينية. فإذا وجد علماء في منطقة الساحل تنبهوا لهذا الخطر الذي يحدق بهذه المجتمعات، وأحسوا بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم، وقاموا بالدور المنوط بهم بتوعية الناس بأن هذا الدين، دين التسامح والاعتدال والتعايش والوحدة".

وأكد أن "غرس هذه الثقافة والعمل على نشرها في المجتمعات سيسهم كثيرا في تهدئة الأمور وتغيير السلوكيات التي نشاهدها الآن، والإسلام منها برئ".

وضمن فعاليات الملتقى، كان للطلبة لقاء مفتوح مع الدكتور محمد ياتبري حول معهد "ماكوبمالي"، يوم الخميس 09 ماي 2024.

تخرج محمد ياتبري من المعهد الإسلامي بمالي، حاملا معه شغفا بالعلم والمعرفة.

بعدها قرر محمد مواصلة تحصيله العلمي، فغادر مالي متجها إلى المدينة المنورة، وفي سنة 1996 التحق بدار الحديث الحسنية بالمغرب.

توجت رحلة محمد ياتبري العلمية بالحصول على الدكتوراه من جامعة محمد الخامس سنة 2004.

عين أستاذا في الجامعة الإسلامية بالنيجر، حيث شارك علمه ومعرفته مع طلابه لمدة 12 عاما.

 إلا أن فاجعة كبيرة تمثلت في اغتيال أخيه الكبير، عبد العزيز يتابري سنة 2019، مما دفعه للعودة إلى بلاده مالي لتولى زمام الأمور في المعهد الإسلامي الذي تخرج منه، مستعينا بخبراته ومهاراته التي اكتسبها خلال رحلته الطويلة.