أعادت فاجعة مصرع 6 أشخاص وإصابة 14 آخرين بجروح خطيرة، اثر اصطدام قطار لنقل البضائع، أول يوم أمس السبت، وسيارة لنقل المستخدمين بطنجة، إلى الواجهة، شروط السلامة التي يوفرها المكتب الوطني للسكك الحديدة، لضمان عبور آمن بجميع ممرات السكك الحديدية عبر ربوع المملكة. في هذه الورقة، يعرض "تيل كيل عربي" أبرز حوادث قطارات ربيع لخليع، والتي حدث جلها في ممرات غير محروسة.
منذ فاجعة مقتل تلاميذ قرب مدينة بجرير، أطلق المكتب الوطني للسكك الحديدة، إستراتيجية ومخطط لحذف جميع الممرات غير المحروسة البالغ عددها 350 ممراً، حسب مديره العام محمد ربيع الخليع، رغم ذلك، تكررت حوادث اصطدام القطارات عند عدد منها.
تلاميذ بن جرير
مساء يوم الاثنين 21 ماي 2012، حصد قطار عند ممر غير محروس قرب مدينة بن جرير، أرواح أربعة تلاميذ، وإصابة 16 آخرين، كانوا على متن حافلة للنقل المدرسي. مسؤولية الفاجعة حمل وزرها سائق الحافلة، والذي وجهت له النيابة العامة حينها تهم "القتل عن طريق الخطأ واستهلاك المخدرات والجرح وعدم الانتباه أثناء عبور ممر سككي غير محروس". وإن كانت مسؤولية السائق قائمة، إلا أن السؤال طرح حينها، تجاه استمرار وجود ممرات عبور على طول سكة قطارات المغرب دون حراسة.
بتر رجل شاب
نهاية شهر يناير عام 2014، دهس قطار قادم من مدينة آسفي بالنقطة المتواجدة بين حي السلام ومحطة القطار باليوسفية، شاباً في التاسعة عشر من عمره، حينما كان يهم بعبور السكة، الأمر الذي تسبب له في بتر رجله اليمنى، مما استدعى نقله إلى إحدى المصحات بمراكش حينها.
نفس الممر غير المحروس، وبعد 18 يوماً من حادث بتر رجل الشاب، شطر قطار قادم من مدينة آسفي جسد شاب ثلاثيني إلى نصفين، وحسب الشهادات التي نقلت عن الواقعة حينها، كان الضحية يحاول تجاوز السكة مستعملا الممر.
مسن مراكش
ضحية أخرى للممرات غير المحروسة، وهو مسن يبلغ من العمر 76 سنة، سقط قتيلاً قرب المنطقة السياحية واحة سيدي ابراهيم قرب مدينة مراكش، حوالي الساعة الخامسة من صبيحة يوم الثلاثاء 10 دجنبر 2014.
حافلة نقل بضائع طنجة
حادث آخر وقع بطنجة، تحديداً في منطقة "العوامة الشرقية"، حين اصطدم قطار بشاحنة لنقل البضائع، شهر أكتوبر من العام 2016.
الحادث لم يخلف خسائر في الأرواح، لكنه أفزع المسافرين، نظراً لقوة الاصطدام بالشاحنة، ووقع الحادث مرة أخرى، عند معبر غير محروس، وتسبب حينها في تعطل حركة سير القطارات لساعات طويلة. وعرف هذا المعبر عدداً من الحوادث المشابهة.
جرار برشيد وانحراف المقطورات
شهر أكتوبر من العام 2017، كاد حادث اصطدام بين قطار وجرار قرب مدينة برشيد أن يتسبب في كارثة.
وكشف بلاغ للمكتب الوطني للسكك الحديدية حينها، أن "القطار 661 الذي يربط بين محطة ميناء الدار البيضاء وسطات اضطر للتوقف على وجه الاستعجال بعد أن اصطدم به جرار اجتاز سائقه المعبر، ثم لاذ بالفرار".
وتسبب الحادث في انحراف مقطورتين عن السكة، ما تسبب في حالة هلع وسط المسافرين الذي نجوا من كارثة محتملة.
أستاذ سطات
وفي شهر فبراير من العام 2017، لم يسلم أستاذ حين حاول عبور ممر على السكة الحديدية، والذي كان يستعمله يومياً، حسب شهادة زملائه، للوصول إلى مقر عمله.
الأستاذ لقي مصرعه حين صدمه قطار كان متوجهاً إلى مدينة الدار البيضاء، على مستوى ممر سككي حضري بمدينة سطات قرب منقطة نزالة الشيخ.
هذه الحوادث جزء من أخرى، ذهب ضحيتها عدد من المغاربة، بين موتى وجرحى، خاصة عند نقط العبور غير المحروسة.
وكشفت فاجعة طنجة، أنه سبق للملك محمد السادس، أن قد أعطى تعليماته الصارمة بتاريخ 21 ماي 2012، للمصالح المعنية، قصد اتخاذ جميع شروط السلامة لضمان عبور آمن بجميع ممرات السكك الحديدية عبر ربوع المملكة، حسب البلاغ المشترك لوزارة الداخلية ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء.
وطالب الملك محمد السادس في البلاغ ذاته بـ" إحداث لجنة مشتركة بين المفتشية العامة للإدارة الترابية بوزارة الداخلية والمفتشية العامة لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، لإجراء بحث إداري شامل، بهدف الاطلاع على كافة الحيثيات المتعلقة بالحادث واتخاذ التدابير القانونية والإدارية اللازمة ضد كل من ثبت في حقه تقصير أو إخلال في القيام بمهامه".
وأوضح البلاغ أن هذه اللجنة "ستنكب على تحديد المسؤوليات، والقيام بمراجعة واسعة، وتدقيق شامل لجميع الإجراءات المرتبطة بسلامة ممرات السكك الحديدية ، علما أن الملك كان قد أعطى تعليماته الصارمة بتاريخ 21 مايو 2012، للمصالح المعنية، قصد اتخاذ جميع شروط السلامة لضمان عبور آمن بجميع ممرات السكك الحديدية عبر ربوع المملكة ".