في العادة نفرح بالإنجازات، دون البحث في كيفية استعداد الرياضي للمنافسات العالمية، وكيف هي وضعيته الاجتماعية وهل فعلا يعيش حياة رياضي يسعى لتحقيق إنجازات عالمية من أجل رفع العلم الوطني في أكبر المحافل الدولية.
منح بائع السمك المتجول عبد الإله كاني، في أول مشاراكة بارالمبية له، المغرب ميدالية ذهبية ورقما قياسيا عالميا في دفع الجلة F53 بلغ 9.22، بعدما كان قد غير تخصصه من كرة السلة على الكراسي المتحركة إلى ألعاب القوى وتحديدا دفع الجلة.
لقد كان كاني، لاعبا للمنتخب الوطني المغربي لكرة السلة كراسي متحركة، قبل أن يتدخل الإطار عزالدين النويري وشعيب الكرعي، من أجل توجيه اللاعب بالشكل الصحيح وتغيير النوع الرياضي الذي يتبارى في إطاره إلى رياضة دفع الجلة التي منحتنا أول ذهبية بدورة باريس البارالمبية.
ولأن الحديث هنا كاني، فإن الأمر مترابط ومتراص يدعونا للحديث عن آسفي المدينة التي أنجنبت وتنجب عددا من الأبطال في مختلف الرياضات، وهو أمر يستوجب عناية خاصة بكل أبطال هذه المدينة إن أردنا أن ننافس مستقبلا على المراتب الأولى في عدة تخصصات.
في آسفي أطر لا تعرفها سوى تربة المدينة وحدودها الجغرافية، لكن نتائجها قوية تستحق الإشادة والشكر والاحتضان، ولا أريد هاهنا أن أسرد عدد الأبطال الذين يحملون آمال المغاربة شأنهم شأن كاني ومن ضمهم فاطمة الزهراء كردادي وعثمان الكومري...
ويشارك المغرب في دورة الألعاب البارالمبية، بالعاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة ما بين 28 غشت الماضي و8 شتنبر الجاري، بوفد يضم 38 رياضيا ورياضية في حدث يعرف تنافس 4400 رياضي في 23 نوعا رياضيا موزعة على 18 موقعا.