أُسدل الستار، مساء أمس الأحد، على دورة الألعاب البارالمبية "باريس 2024"، ومعها المشاركة المغربية المُشرفة، للأبطال المغاربة من ذوي الهمم.
المغرب تمكن من إنهاء مشاركته في الدورة بغلة بلغت 15 ميدالية، منها 3 ذهبيات، و6 فضيات، و6 برونزيات، تفرقت بين رياضة البارا تايكواندو، ودفع الجلة، وألعاب القوى ورمي القرص.
أيوب أدويش صاحب الـ27 سنة، واحد من الأبطال المغاربة الذين رفعوا الراية المغربية في باريس، بعد تحقيق ميدالية برونزية في رياضة البارا تايكواندو.
ميدالية أدويش حملت الكثير لرياضة البراتايكواندو، باعتباره أول رياضي يمنح المغرب ميدالية في البارالمبياد في هذا الصنف من الرياضة.
في لقاء مع "تيلكيل عربي"، تحدث إبن دوار ايزطاط بجماعة أيت بن يعقوب بإقليم ميدلت، عن لحظات التتويج، وكواليس التحضير للبارالمبياد، والتضحيات التي قام بها طواعية من أجل رفع علم المغرب عالياً في دورة باريس.
كيف تقيم هذا الإنجاز بعد تتويجك بالميدالية البرونزية في دورة باريس البارالمبية؟
إنه إنجاز تاريخي لرياضة البارا تايكواندو باعتبارها الميدالية الأولى التي يحققها المغرب في هذا الصنف من الرياضية.
لقد كان ثمرة مجموعة من المجهودات والتضحيات، وفي البداية كان حلماً لكن اشتغلنا عليه لسنوات ليصبح هدفاً، وأتمكن من الصعود إلى منصة التتويج.
وما الذي يعنيه لك هذا الفوز على المستوى الشخصي والوطني خصوصا وأنك أصبحت أول بطل مغربي يتوج في هذا الصنف من الرياضة البارالمبية؟
من الصعب تلخيص ما عشته عندما تمكنت من إحراز أول ميدالية بارالمبية لصالح بلدي في صنف البار التايكواندو في دورة باريس 2024.
سيبقى لقباً للتاريخ وهو تتويج وثمرة للعمل الكبير كما أشرت إليه سابقاً وأنا فخور بكوني أول رياضي يمنح البارا تايكواندو ميدالية.
كيف كانت فترة التحضيرات لهذه الدورة؟ وما هي أبرز التحديات التي واجهتها أثناء الاستعداد لها.
عموما فترة التحضير لدورة الألعاب البارالمبية باريس 2024، مرت في أجواء جيدة.
واجهت شخصيا صعاباً عديدة، بداية بنوعية التدريبات المكثفة، ثم برمجة تجمع تدريبي في مدينة الراشيدية، في طقس حار جداً منتصف شهر يوليوز.
لقد كنت أجمع بين العمل اليومي لـ8 ساعات، ثم التدريبات الشاقة التي تنطلق في حدود السادسة صباحاً ثم أنتقل بعدها إلى مكتبي، مع برمجة حصة تدريبية ثانية مسائية بعد نهاية ارتباطي المهني.
بالنسبة لي اليوم يكون مضغوطا بين العمل ثم التحضيرات، لأن التداريب لخوض الأولمبياد لا تشبه أي استعدادات أخرى، ويجب توفر عدد من العوامل منها التركيز التام لتتماشى مع طبيعة المسابقة التي تجمع أفضل الرياضيين في العالم.
ويمكن تلخيص فترة التحضيرات بين معسكرات في مدينة الراشيدية، ثم مدينة الجديدة، ثم اللقاء التكميلي الأخير بمعهد مولاي رشيد.
لن تفوتني الفرصة لتقديم الشكر إلى الأستاذ باسيدي الهاشيمي الذي فتح لنا قاعته الرياضية، واستفدنا من مساعدة الأبطال الذين يشرف على تدريبهم، من أجل أفضل تحضير للبارالمبياد.
كما أن هدف المشاركة البارالمبية بالنسبة لي انطلق منذ 2015 وصولا إلى لحظة صعودي منصة التتويج.
كما ذكرت، بالجمع بين العمل والتدريبات كان التحدي الأول الذي وجهته، ثم المناخ بمدينة الراشيدية، وصولا إلى اتخاذ قرار مصيري يهم الدراسات العليا التي أتابعها.
قمت بمحاولات عديدة بمساعدة الأساتذة الذين يشرفون على الماستر الذي كنت بصدد إنهاءه، لكن اضطررت في النهاية لتوقيف الدراسة لصعوبة الدمج بين الاثنين.
هنا اتخذت قرار التخلي عن الماستر مؤقتاً ونقل تركيزي كاملا إلى المشاركة البارالمبية، فهو حدث كبير وأي بطل يطمح إلى تمثيل بلاده أحسن تمثيل، والدراسة يمكن العودة مجدداً لإتمامها لكن فرصة الحدث العالمي لن تتكرر.
ما هي العوامل التي تراها قد ساهمت بشكل رئيسي في تحقيق هذا الإنجاز؟ وهل كانت هناك لحظات صعبة خلال المباريات؟
التتويج بالميدالية البرونزية ليس وليد اللحظة، وليس مرتبطاً فقط بالتحضيرات التكميلية والأخيرة التي تسبق البارالمبياد، بل هو تسلسل من التدريبات منذ سنة 2015، إلى حدود لحظة التتويج.
لقد كنت محظوظا بالاشتغال مع الاستاذ عزيز الإسماعيلي، الذي تعلمت على يديه أبجديات الرياضة.
في هاته السنوات ضحيت مرة أخرى بسنة دراسة، بسبب التزامي بالمشاركة في بطولة العالم، واشتغلت على تحقيق الحلم بالموازة مع صفوف الدراسة.
يمكن القول أنني لم أكن من الشباب الذين استمتعوا بالعطلة، كما حرمت نفسي من الوقت الذي يمكن قضاءه مع العائلة، حيث كنت أتدرب صيفاً وركزت على الهدف الذي وضعته للوصول إلى"البوديوم" الأولمبي يوما ما.
كما تعلمون، فقد تأهلت إلى دورة باريس عبر بوابة البطولة التي أقيمت في السنغال.
ومباريات البارالمبياد لم تكن بالسهلة، والسبب بسيط لأن جميع المشاركين يتطلعون لتقديم مواجهات من المستوى العالي والمنافسة بشراسة على إحدى الميدالية.
المواجهة الأولى في دورة باريس 2024 كانت الأكثر صعوبة، لاعتبارات عديدة منها ثقل خوض المنافسة باسم بلدي، وشعور المسؤولية الذي أحسسته دفاعا عن الراية الوطنية.
المباراة أمام الخصم الإيطالي لم أفز بها، لأنني ارتكبت خطأ بخوضها بعفوية والابتعاد عن الخطة التي وضعناها، لكن عموما هو درس استفدت منه في قادم المسابقات.
كيف تقيّم وضعية الأبطال البارالمبيين في المغرب، سواء من حيث الدعم أو الإمكانيات المتاحة؟
الكل يعلم الوضعية التي يعيشها البطل البارالمبي ويرى كل شيء.
ما أريد التأكيد عليه، هو أن تكون بطلا بارالمبيا أو أولمبيا ليس بالسهل، بداية بالتزامات هؤلاء الرياضيين بالدراسة أو العمل أو مسؤولية إعانة الأسرة.
في المغرب، البطل مطالب بتقديم تضحيات كبيرة وصولا إلى منصة التتويج، وأتمنى من الجهات الوصية أن تواكب بشكل أكبر وتشجع هاته الطاقات.
في المغرب هنالك مادة خام، لدينا أبطال وطاقات وقادرين على إحراز أكبر عدد من الميداليات البارالمبية، ما ينقص هو المواكبة الدقيقة لهؤلاء الأبطال والبطلات، ليكونوا أكثر تركيزا على هدفهم.
ينقصنا اليوم مزيد م العمل والمجهود، ليكون البطل البارالمبي مرتاحاً على جميع الواجهات، ويحضر بشكل مريح لمسابقة من قيمة البارالمبياد.
هدفنا جميعاً كـرياضيين، هو رفع العلم المغربي وعزف النشيد الوطني، أمام دول قوية على جميع المستويات.