طاطا.. وفيات ومفقودين وقناطر انهارت جراء السيول الجارفة

تيل كيل عربي

خديجة قدوري

شهدت منطقة طاطا ليلة الجمعة/السبت، أمطارا رعدية، أنتجت سيولا جارفة تسببت في أضرار جسيمة، بما في ذلك تدمير المباني، وعزل المرافق الحيوية مثل المستشفى المحلي.

سيناريو يتكرر 

وعن وصف الأوضاع التي تعرفها المنطقة، للمرة الثانية نهاية العام الجاري، ومدى تشابههما، صرح مولاي أحمد الجعفري فاعل جمعوي من أبناء منطقة طاطا، لموقع "تيلكيل عربي" أن "ما شهدته المنطقة من أمطار غزيرة وسيول جارفة، الليلة الماضية، يعد سابقة في تاريخها. تضررت عدة مناطق بسبب الأودية التي فاضت بحمولة كبيرة، ما أدى إلى تدمير مباني سكنية وانجرافات للتربة".

وأشار المتحدث ذاته إلى أن "مستويات ارتفاع المياه في الأودية بلغت معدلات لم تسجل من قبل، كما أن العديد من القناطر جرفتها السيول. الطريق الرابطة بين طاطا وأكادير وتارودانت، مقطوعة حاليا، نتيجة تضرر قنطرة رابطة بين ايميتك وأكليز".

وأضاف الفاعل الجمعوي أن "المستشفى المحلي لطاطا معزول حاليا نتيجة السيول التي جرفت القنطرة الوحيدة، التي تربط بين المركز والمنطقة التي يتواجد بها المستشفى".

حادثة الحافلة

في سياق متصل، أوضح الجعفري أن "الصدمة الأكبر جاءت نتيجة تهور أحد السائقين، مما عرض حياة الركاب للخطر".

وكشف مصدر "تيلكيل عربي" بعين المكان، أن "الحادث أسفر عن وفيات ووجود أشخاص فقدوا، بعد أن وجهوا نداءات استغاثة، ولا يزالون في عداد المفقودين. تم إنقاذ 13 شخصا فقط، في حين ذكر أحد الناجين أن عدد الركاب كان يتجاوز 26 شخصا".

واسترسل قائلا "لا أحد يستطيع حاليا إحصاء عدد الوفيات، فالأمر مجهول ومراقب الحافلة بدوره في عداد المفقودين".

نقص الإمكانيات

ذكر مولاي أحمد الجعفري أن "السلطات كانت متأهبة منذ اللحظات الأولى، بل إن هناك تدخلات استباقية في بعض المناطق، ومع ذلك فإن حجم السيول التي حملتها الأودية فاجأ الجميع، سواء السكان أو السلطات، إذ تجاوزت التوقعات".

وتابع قائلا: "رغم مجهودات السلطات إلا أن غياب وسائل الإنقاذ يعقد الأمور أكثر، كان بالإمكان إنقاذ ما يمكن إنقاذه لو توفرت مروحية تابعة للقوات المسلحة الملكية، فقد بقي الناس عالقين في الحافلة لأكثر من ساعة ونصف يوجهون نداءات استغاثة. للأسف، لم تسمح الإمكانيات المتاحة من إنقاذ الضحايا".

وزارة الداخلية تتواصل

للإشارة، أفادت السلطات المحلية بإقليم طاطا، صباح اليوم السبت، عن الحصيلة الأولية للوفيات والمفقودين، على إثر تسجيل حادثة انجراف حافلة للركاب بفعل السيول على مستوى واد طاطا.

أكدت السلطات المحلية بإقليم طاطا، تم التأكيد على أن الحصيلة المؤقتة أكدت مصرع شخصين، فيما تم إنقاذ 13 آخرين وتسجيل 14 من الركاب في عداد المفقودين لحدود الساعة.

وأضاف البلاغ أنه تم "جراء السيول الفيضانية، تسجيل حالة واحدة لسيدة في عداد المفقودين بدوار ايغورتن جماعة تكزميرت قيادة اديس".

وتابع المصدر ذاته أن "التساقطات الرعدية الاستثنائية قد خلفت ارتفاعا لمنسوب العديد من المجاري المائية بنسب غير مسبوقة، حيث بلغت حمولة واد طاطا فقط أكثر من 2300 متر مكعب في الثانية وكذا واد زكيد 1900 متر مكعب في الثانية".

وذكر أنه "فيما يتعلق بالخسائر المادية، فقد عرفت جل مناطق الإقليم تسجيل أضرار متعددة، ضمنها انهيار كلي أو جزئي لبعض المنازل، والتي سبق إجلاء قاطنيها في وقت سابق، بالإضافة إلى انهيار كلي أو جزئي لعدة منشآت فنية بالإقليم، وتضررت عدة مقاطع طرقية، مع انقطاع حركة المرور بعدة محاور".

كما كشف المصدر ذاته أن "السلطات العمومية وكافة القطاعات المعنية ومختلف المتدخلين، عملت على التعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والموارد البشرية، من أجل التدخل الفوري لمواجهة هاته الوضعية الاستثنائية، وتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين".

وأوضح المصدر أنه "لحدود الساعة تستمر الجهود من أجل البحث والعثور عن المفقودين وإعادة تشغيل شبكات الربط الطرقي وشبكات الخدمات بالإقليم".