أطلقت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية نداء لإنقاذ الرياضة المغربية من خطر الرهانات غير القانونية، التي باتت تهدد الأطفال والاقتصاد الوطني.
وقالت الجمعية في النداء الذي يتوفر موقع "تيلكيل عربي" على نسخة منه، أن المنافسات الرياضية ما خلقت، إلا لتساهم في تربية سليمة للناشئة، وضمان تشبع كافة الأجيال بروح المنافسة الشريفة أيضا، ضمانا للمساواة بين الجميع ومنعا لكل الشوائب التي قد تمس بالقيم.
وأضاف "نعيش في المغرب وعدد من دول العالم، خطر تمدد آفة تحولت لسرطان ينخر جسد الرياضة، يستهدف الروح الرياضية واللعب النظيف مهما اختلفت المنافسات، إنه سرطان الرهانات الرياضية غير القانونية واللامشروعة التي اخترقت للأسف بلادنا المغرب، ووجدت لها موطأ قدم خارج إطار القانون".
وتابع، أنه "سرطان بعناوين مختلفة، أبرزها تطبيق 1XBet، يستغل الفضاء الرقمي لاستهداف المجتمع المغربي ككل، حيث أصبح متاحا للقاصرين وغيرهم من الفئات الهشة، إمكانية مزاولة الرهان الرياضي ضد كل القوانين المعمول بها والمعتمدة حول العالم".
من جانبه، قال بدر الدين الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للصحافية الرياضية، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، إن السياقات الزمنية التي فرضت هذا النداء هي أولا نحن ننتمي إلى مهنة الصحافة ومن حماة القيم الرياضية، ولا نرغب في أن تتحول الرياضة إلى "كابوس" قاتل يجر للانحراف والانتحار.
وأضاف الإدريسي من الضروري أن ننبه إلى هذا الخطر الداهم، خصوصا أننا أمام رهانات غير مسؤولة اتجاه جيل من القاصرين، وفي ظل عملية الإغراءات القوية جدا.
وتابع، لقد كان من الضروري التنبيه إلى هذا الوضع القائم، والذي يتطلب أيضا تدخل علماء النفس والاجتماع للتنبيه وضرورة حماية المجتمع من كل ما شأنه أن يعكر الجو العام.
وأوضح رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، أنه أصبح من الضروري أن نكون إلى جانب عقلنة مشهد المراهنات الرياضية حتى لا يزيغ عن الثوابت المتعارف عليها، وحماية للاقتصاد الوطني من الأموال التي تهدر خارج القانون.
وجاء في النداء كذلك "المؤكد أن هذه التطبيقات غير القانونية وغير المشروعة، أصبحت تهدد ليس فقط الرياضة المغربية، بل أيضا المجتمع المغربي وسيادة الدولة على قطاع تجمع عدد من دول العالم، ومن بينها المغرب على احتكاره، لكي لا يتم توظيفه لأغراض إجرامية واحتيالية. تطبيقات تستهدف اليوم الأطفال المغاربة، وتحولهم لفريسة سهلة، وسط فضاء رقمي يصعب ضبطه، أو التحكم في أغراض من يقفون خلف انتشار هذا السرطان القاتل.
ودعا النداء، إلى التشديد على أن هذه التطبيقات، تلحق الضرر أيضا بالاقتصاد المغربي وسيادته المالية، لأن نشاطها لا تحكمه أي ضوابط وليس ملزما بأداء الضرائب ولا يقدم أي إضافة لصالح الاستثمار في الرياضة، بل ينهك احتياطات المغرب من العملة الصعبة، خاصة إذا ما استحضرنا أن حجم تداول المغاربة اليوم لعمليات الرهان غير القانوني وسط هذه التطبيقات، يأتي ثانيا حول العالم خلف دولة الأرجنتين.
ومع الأخذ بعين الاعتبار، أن عروض الرهان غير القانوني التي تعرضها، تسهل توريط اللاعبين والمسؤولين عن إدارة الأندية والحكام في عمليات التأثير على نتائج المسابقات الرياضية، خاصة كرة القدم.
وأشار نداء جمعية الصحافة الرياضية، إلى أن المملكة كانت سباقة قاريا وإقليميا للمصادقة على الالتحاق بمجتمع "ماكولين"، الذي سبق له والتأم بالمغرب يوم الثلاثاء 7 نونبر بالرباط، في سياق تنظيم ندوة حول موضوع "حماية نزاهة الرياضة عبر مكافحة المراهنات غير القانونية".
وكانت هذه الندوة، قد انعقدت على هامش احتضان عاصمة المملكة خلال يومي 8 و9 نونبر 2023 لأشغال الاجتماع الخامس لمجموعة كوبنهاغن وعلى الخصوص المجموعة الاستشارية للجنة تتبع اتفاقية "ماكولين"، كما أن هذه الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ يوم فاتح شتنبر 2019، تهدف بالأساس إلى الحد من أكبر خطرين يهددان الرياضة ونزاهتِها. وهما: تعاطي المنشطات وآفة المراهنات غير القانونية.
ودعت الهيئة الإعلامية إلى الإسراع بإتمام مسار المصادقة على اتفاقية "ماكولين" وتنزيلها، ومطالبة كافة المتدخلين الذين يفترض فيهم محاربة ما تنص عليه الاتفاقية ومكافحته، والانخراط بشكل جدي ومسؤول قصد بلوغ أهدافها وترسيخ دور المملكة المغربية الريادي في هذا المجال، على اعتبار أنها الدولة الإفريقية الوحيدة التي اختارت الانخراط في مسار حماية الممارسة الرياضية وحماية المجتمعات من استغلال المنافسات لأغراض إجرامية.
وحذر النداء، من تنامي نشاط الرهانات الرياضية غير القانونية، وتحوله من آفة إلى سرطان ينخر المجتمعات، بل أصبح غطاء لممارسات إجرامية وصلت حد الاستغلال الجنسي للقاصرين كما وقع في قضية "حلاق بيروت" بلبنان، وأيضا حد توظيفها من طرف شبكات التجارة في الأعضاء كما فجرته تحقيقات كثيرة للزملاء الصحافيين والصحفيات بمصر والتي وصلت فيها حالات الانتحار بسبب تطبيقات الرهان غير القانوني لمستويات مرعبة وأغلب ضحاياها من القاصرين واليافعين، ما دفع الدولة المصرية لحظر هذه التطبيقات ومنع التعامل معها.