لا تزال الجالية المغربية في لبنان تواجه، إلى حدود الساعة، نداءات إلى كل من السفارة المغربية ببيروت ووزارة الخارجية، من أجل إجلاء أفرادها خارج الأراضي اللبنانية، سواء إلى أرض الوطن أو نحو أي بلد آمن آخر، في ظل توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي بجنوب لبنان، وقصفه جوا لمناطق يتواجد بها مغاربة.
وأرجع المحلل السياسي، محمد شقير، تأخر إجلاء الجالية المغربية من لبنان إلى "وجود مشكل لوجستي بالأساس".
وأوضح المتحدث نفسه، في تصريح لـ"تيلكيل عربي": "ما يجب أخذه بعين الاعتبار ونحن نتحدث عن السفارة المغربية ببيروت، هو أن طاقمها محدود، ولا يتعدى عدده ثلاثة أو أربعة أشخاص، وهذا ما لا يعرفه الكثيرون؛ إذ يتخيلون أنه طاقم كبير. السفارة في بيروت راها على قد الحال، صعيب نعتمدوا على 3 د الناس فهادشي كلو".
كما أشار شقير إلى عنصر المفاجأة، بقوله: "الجانب المغربي تفاجأ بهاته الحرب، التي لم يكن أحد يتوقعها، أو يتوقع أن تشهد هذا التصعيد السريع، في فترة قصيرة. لا أظن أن المعطيات حول المغاربة المقيمين بالمغرب كانت متوفرة بدقة. ربما عددهم غير معروف بالضبط".
وتابع المحلل السياسي: "كما أن هؤلاء المغاربة مشتتون في بقاع لبنان، ولا يعيشون في العاصمة بيروت لوحدها؛ ما يعصب أمر الحصول على المعلومات الخاصة بهم أكثر، كما أن هناك عددا من أفراد الجالية المغربية غادروا لبنان رفقة أسرهم، لكن لا أحد يعرف أنهم غادروه".
وختم شقير حديثه بالقول: "كل هذا يجعل الموقف من إجلاء الجالية المغربية بلبنان غير متبلور، إلى حدود الساعة؛ إذ لا أظن أنه بمجرد جردهم، غادي يحير المغرب فأنه يجيبهم فطيارة".
يشار إلى أن الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أعلن، يوم الخميس الماضي، خلال لقاء صحفي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أن الحكومة تتابع أوضاع الجالية المغربية، من خلال وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج؛ حيث تم تشكيل خلية أزمة على مستوى سفارة المملكة ببيروت، من أجل الإبقاء على الاتصال المباشر مع أفراد الجالية، والاطمئنان عليهم وتوجيههم، بما يكفل ضمان أمنهم وسلامتهم.