دعت ساكنة وجدة إلى إطلاق مبادرة غرس "مليون ونصف شجرة"، بعد العاصفة الرملية التي شهدتها مدينتهم، مؤخرا؛ والتي أحيت، من جديد، غضبا واسعا من الإهمال الذي باتت تعرفه، في السنوات الأخيرة، من ناحية التشجير.
واعتبر الداعون إلى مبادرة التشجير الواسعة أنها ستساهم في الحد من التصحر، خاصة في المناطق المجاورة لوجدة، مؤكدين أن إنشاء حزام أخضر بات، اليوم، ضرورة ملحة، خاصة في ظل استمرار العواصف الرملية التي تحولها إلى مدينة حمراء.
ووصل الأمر بالبعض إلى اقتراح تطوع جماعي من الساكنة لإنقاذ مدينتهم، في حال ما إذا لم يحرك المسؤولون ساكنا؛ حيث سيتم الأمر بشكل تنظيمي، عبر إنشاء جمعية لهذا الغرض التنموي، وصندوق يساهم فيه الجميع؛ ساكنة، وسلطات إدارية، ومجالس منتخبة، على صعيد الجهة والأقاليم والجماعات والمقاطعات.
وفضلا عن هذه المبادرة، دعت ساكنة وجدة إلى النظر في الأراضي غير المبنية وسط المدينة؛ كونها مصدر قوي للغبار والأتربة.
واعتبر نشطاء بيئيون أنه تم القضاء على الحزام الأخضر الطبيعي للمدينة بالإهمال المقصود، واحتلال الملك الغابوي، وزحف العمران، مشيرين إلى أن غابتي حرازة وسيدي معافة تستغيثان.
وتابعوا أن الخطر بات محدقا بالجهة، مسجلين أن الأشجار يبست في بعض الغابات، ولم يتبق منها إلا بعض الأنواع القليلة التي استطاعت الصمود أمام الجفاف وانجراف التربة، بحكم نوعها. كما سجلوا أن الأحجار والصخور باتت تغطي الأراضي الصالحة للزراعة.
كما اشتكى النشطاء من "إهمال" المجلس البلدي ومجلس المدينة، بقولهم: "وجدة خارج تفكير المسؤولين، ولولا إصلاح الملاعب ما رأينا المنتخب يلعب فيها. وجدة خاصها كلشي إلا الملاعب".
وأضافوا: "وجدة خاصها شجر باش ترجع اسمها مدينة. حنا طالبين الشجر وهوما كيجيبوا لينا النخل.. ما يعطي تمر ما يدير ظل. والأدهى أنهم عوض غرس الأشجار، يقطعون ما تبقى منها"، مشيرين إلى ما أسموه "سرقة أشجار قديمة من وجدة، ونقلها إلى مدن أخرى"؛ حيث طالبوا بإعادة ما سرق من مدينتهم.