"سخاء القذافي المالي" يفجّر مواجهة فكرية في موسم أصيلة الثقافي

محمد فرنان

نشبت مواجهة فكرية وأكاديمية بين الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني خير الله خير الله، ومحمد المدني الأزهري، الديبلوماسي الليبي السابق، والأمين العام السابق لتجمع دول الساحل والصحراء، والصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، بسبب الراحل معمر القذافي، وذلك خلال إحدى ندوات موسم أصيلة الثقافي الدولي.

وافتتح الكاتب الصحفي اللبناني، والمحلل السياسي، خير الله خير الله النقاش بتصريح مثير، إذ قال: "في مرحلة معينة برزت شخصيات تنشر الغوغاء عن طريق توزيع الأموال، وكان من بينها الراحل معمر القذافي".

وأضاف في مداخلته خلال الجلسة الرابعة التي تناولت موضوع "الحوكمة السياسية والشراكة الإقليمية: المتطلبات والأولويات"، مساء الثلاثاء الماضي، أن "القذافي اعتقد أنه قائد ملهم وملك ملوك إفريقيا، لكنه في الواقع لم يكن أحد يأخذه على محمل الجد لولا الأموال التي وزعها بسخاء، فهو لم يقدم فكرا بناء ولا تعاونا إقليميا حقيقيا".

وتابع خير الله حديثه ضمن جلسة عقدت في إطار ندوة "أزمة الحدود في إفريقيا: المسارات الشائكة"، خلال فعاليات جامعة المعتمد ابن عباد المفتوحة، إحدى الأنشطة الرئيسية لموسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الخامسة والأربعين: "ما حل بليبيا خير دليل على ذلك؛ فقد كانت دولة مؤهلة لتصبح قوية، لولا انتقال عدوى الانقلابات العسكرية إليها، وهناك عدد لابأس به من الدول الإفريقية الفاشلة، على الأقل توجد عشر دول، في مقدمتها السودان والصومال".

الكاتب الصحفي اللبناني، خير الله خير الله

لم يتأخر الصادق الفقيه من السودان، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، في الرد، إذ أبدى اعتراضه على تصريحات خير الله، مبرزا أنه "لا يجب أن نغبط حق معمر القذافي، صحيح له عيوباً، لكن ما فعله لإفريقيا الشيء الكثير، وهنا تحدثنا مرارا وتكرارا عن الاتحاد الإفريقي، وقد كانت فكرته".

وأوضح الفقيه أن "الاتحاد الإفريقي، في زمن القذافي، لم يكن بحاجة إلى أن يمد يده إلى المستعمر القديم، كما يفعل الآن،  القذافي دعم الاتحاد الإفريقي، ولم يكن يبعثر المال، قد يكون فعل ذلك في بعض الأحيان، لكن في المشاريع الكبرى وفكرة الولايات المتحدة الإفريقية كانت فكرة ليبية بامتياز".

وشدّد الفقيه على أن "القذافي عمل بلا كلل لتحويل منظمة الوحدة الإفريقية إلى الاتحاد الإفريقي، هذه حقائق لا يجب أن نغفل عنها، ليس حبا في القذافي أو دفاعا عن ليبيا، لكنها حقائق يجب أن تقال".

الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي

من جانبه، رد محمد المدني الأزهري، السياسي الليبي، والأمين العام السابق لتجمع دول الساحل والصحراء، على تصريحات خير الله بالقول: "لن أناقش ما ذكره خير الله بتفصيل، لكن من الواضح أن لديه موقفا سلبيا كليا من الثورات في إفريقيا، كما لديه جهل مطلق بليبيا".

وأضاف الأزهري أنه "ليت خير الله تحدث عن كيفية توزيع الأموال عند القذافي، عملت في إفريقيا لما يزيد عن 35 عاما، ولي شرف أنني عملت تحت  قيادة القذافي، وكنت من العناصر الوطنية الليبية التي اشتغلت في ديبلوماسية القذافي، ولن أتحدث كثيرا لكي لا نحول الأمر لخلاف عربي عربي".

محمد المدني الأزهري، الأمين العام الأسبق لمجموعة دول الساحل والصحراء

رغم هذه الردود، تمسك خير الله خير الله بموقفه تجاه القذافي، مؤكدا أن "ما فعله ليس سوى الكوارث".