صرّح حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، لـ "تيلكيل عربي" بأنه "قبل الخوض في الحديث عن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون المرتقبة للمغرب، يجب الإشارة إلى أن العلاقات المغربية الفرنسية كانت ولا تزال تُعد نموذجاً للتعاون بين دول الشمال والجنوب، وتجربة يُحتذى بها في إطار التعاون الأورو-متوسطي".
وأضاف بلوان، أن "هذه العلاقات، ورغم بعض الأزمات الباردة، إلا أنها تتسم بعمقها التاريخي والسياسي والقانوني، إضافة إلى ترابطها على المستويات الاقتصادية والأمنية".
وأشار الخبير إلى جانب آخر يتمثل في الأهمية الكبيرة لهذه الزيارة في تعزيز العلاقات المغربية الفرنسية ودفعها نحو آفاق استراتيجية جديدة، خصوصاً في ظل التحولات الإقليمية والدولية والتحديات الاقتصادية والأمنية التي يشهدها العالم بأسره. كما توقع أن تكون هذه الزيارة بمثابة نقلة نوعية في مسار العلاقات بين البلدين.
وفيما يتعلق بالزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي، أفاد الخبير أن " أن توقيتها، وسياقها، وتركيبة الوفد المرافق، إلى جانب الملفات المشتركة التي ستُناقش خلال هذه القمة، جميعها عوامل تجعل من هذه الزيارة حدثاً تاريخياً بامتياز. ويعزز من أهميتها أيضاً الكلمة التي سيلقيها الرئيس الفرنسي أمام البرلمان المغربي".
أوضح بلوان، أن الخطاب المرتقب يُتوقع أن يحمل مواقف جريئة وعميقة بشأن التعاون الاقتصادي والقضايا المشتركة، سواء على الصعيدين الدولي والإقليمي في الشرق الأوسط أو فيما يخص قضية الصحراء المغربية.
وأكد أن فرنسا، بموقفها الحاسم والداعم للقضية الوطنية، تنضاف إلى مجموعة من الدول الأخرى بكل الثقل الذي يعرفه الموقف الفرنسي داخل مجلس الأمن وداخل الاتحاد الأوروبي وبحكم العلاقات التاريخية بين فرنسا والمغرب.
وشدّد على أن هذه الزيارة ستكون نقطة تحول في العلاقات المغربية الفرنسية، ومن المحتمل أن تتضمن مفاجآت عديدة في الجانبين الاقتصادي والدبلوماسي، خصوصاً فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية. ومن المتوقع أن تحمل الزيارة، سواء في البرنامج المعلن أو في الخطاب الذي سيلقيه ماكرون أمام البرلمان المغربي، مواقف جريئة، خاصة فيما يتعلق بالإعلان عن استثمارات ضخمة في الأقاليم الجنوبية للصحراء المغربية. كما قد يتجاوز الأمر ذلك بالتلميح إلى إمكانية فتح تمثيلية دبلوماسية أو قنصلية في مدينة العيون.
واختتم الخبير في العلاقات الدولية حديثه بالقول إنه مهما كانت نتائج هذه الزيارة، فإن الأهداف المرجوة منها ستتحقق، خاصة بعد الرسالة التي بعث بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، والتي أعلن فيها اعترافه بمغربية الصحراء ودعمه لخطة الحكم الذاتي. وأكد أن هذا الموقف الشجاع سيكون له تأثير مباشر ووزن في أروقة الأمم المتحدة وكذلك داخل الاتحاد الأوروبي.