أبرمت الحكومة المغربية مذكرة تفاهم مع شركة "Embraer"، يوم أمس الأربعاء، بمراكش لإطلاق مشاريع مشتركة في صناعة الطيران المغربية تغطي مجالات الطيران التجاري والدفاع والتنقل الجوي الحضري، وذلك على هامش انطلاق فعاليات الدورة السابعة لمعرض مراكش الدولي للطيران.
وحسب بلاغ لوزارة الصناعة والتجارة توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، تعكس مذكرة التفاهم، أيضا، الرغبة المشتركة في تعزيز وتوسيع نطاق التعاون والاستثمارات بين الجمهورية الفدرالية للبرازيل والمملكة المغربية، لتعزيز التعاون الأطلسي بين مرجعين بارزين من دول الجنوب.
وتم توقيع الاتفاق بين الحكومة المغربية وشركة "Embraer"، من طرف كل من وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، والمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمار والصادرات، علي صديقي، والرئيس المدير العام لشركة "Embraer" للطيران التجاري، أرجان ميجر.
وحدد الطرفان الفرص التجارية التي تمثل إمكانات متميزة لتحقيق منافع متبادلة على المدى القصير والبعيد، بالنسبة لشركة "Embraer" والمغرب. ويغطي الاتفاق فرصا في مجالات الطيران التجاري والدفاع والتنقل الجوي الحضري، موفرا بذلك إطارا لتشييد منظومة توريد متكاملة بالمغرب، وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي والإسهام في إحداث مناصب شغل، علاوة على تنمية الكفاءات المحلية.
وسيأخذ مشروع التعاون هذا، بعين الاعتبار، مجموعة واسعة من المجالات التي يتعين تطويرها تدريجيا، وبالخصوص، التكوين وخدمات الصيانة والإصلاح (MRO). ويُرتقب استكشاف مجالات أخرى للتعاون المحتمل، وبالخصوص، ما يتعلق بميدان البحث والتكنولوجيا، ولاسيما في مجال تخليص الصناعة من الكربون، والتنقل النظيف، والطيران المستدام، ووقود الطيران المستدام.
كما يُرتقب أن يصل الأثر الاقتصادي المحتمل لكافة المشاريع، عند اكتمالها بما في ذلك الصيانة والإصلاح والمراجعة والتكوين وتطوير المنظومة ومجالات أخرى-إلى حوالي 300 مليون دولار أمريكي، مع إحداث 300 منصب شغل، بحلول سنة 2030، وما يصل إلى مليار دولار أمريكي وإحداث 1000 منصب شغل، بحلول سنة 2035.
وصرح رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، قائلا: "نحن نُوقع، اليوم، اتفاقا تاريخيا للشراكة مع شركة "Embraer"، خلال هذا الحدث المتميز -معرض مراكش للطيران".
وأضاف مزور: "ولا يؤكد هذا التعاون قوة منظومتنا الصناعية المغربية فحسب، بل يجعلنا، أيضا، نتبوأ مكانتنا كفاعل رئيسي في مضمار صناعة الطيران العالمية، وهو ما يمثل لحظة حاسمة في تطور صناعتنا الخاصة بالطيران؛ مما يعزز تعهدنا حيال التميز، ويجتذب استثمارات استراتيجية لرواد عالميين للصناعة. وسيحفز هذا الاتفاق أوجه تآزر أكثر رسوخا بين المغرب وشركة "Embraer" الرائدة في مجال الصناعة؛ مما سيساهم في تسريع طموحاتنا المشتركة، ويطلق العنان لإمكانات إنجاز ضخمة في مجال الطيران".
وصرح أرجان ميجر، الرئيس المدير العام لـ"Embraer" للطيران التجاري، بأن الأمر يتعلق، بالنسبة للشركة، بفرصة فريدة لتطوير علاقة بعيدة الأمد مع صناعة الطيران المغربية المتميزة بقوتها وحيويتها".
وتابع: "ومما يبعث على الارتياح، أن نرى شركاءنا الجدد في الرباط يولون نفس الأهمية للكفاءات والتكوين، كما هو الشأن بالنسبة لنا في الشركة. ويمثل التعليم والكفاءات وتنمية الشباب أساس أي صناعة متينة، وقيمة مشتركة لكافة الأطراف. ونحن نتطلع إلى إحداث التغيير المطلوب سويا، وتنمية الصناعة، ورفع مستوى الفوائد بالنسبة للجميع، إلى أقصى درجة ممكنة".
من جهته، صرح بوسكو داكوستا جنيور، الرئيس المدير العام لـ"Embraer" للدفاع والأمن، بأن "المغرب في الطريق إلى أن يصبح شريكا رئيسيا للشركة للدفاع والأمن، ونحن نلتزم بالتعاون، بشكل وثيق، مع القوات الجوية الملكية المغربية، لجعل الطائرة "C-390" خيارا مرجعيا لتعزيز قدراتها المستقبلية في مجال النقل الجوي التكتيكي. وسيشمل دعمنا بالنسبة لأسطولها الجوي الصيانة والخدمات اللوجستية وتكوينا كاملا".
وأضاف المتحدث نفسه: "ومع تزايد عدد البلدان التي تختار طائرة "C-390"، نظرا إلى أدائها المتميز وجاهزيتها العليا، فإن اليوم يعتبر لحظة مثالية لتفكر القوات الجوية الملكية المغربية في الانضمام إلى هذه المجموعة المتينة".
يذكر أن شركة "Embraer" هي شركة طيران عالمية يتواجد مقرها الرئيسي في البرازيل. وتقوم بتصنيع طائرات لفائدة الطيران التجاري وطيران رجال الأعمال، فضلا عن قطاعات الدفاع والأمن والزراعة. وتقدم الشركة، أيضا، خدمات ما بعد البيع والدعم من خلال شبكة عالمية من الفروع والوكلاء المعتمدين.
ومنذ تأسيسها، سنة 1969، قامت "Embraer" بتسليم أزيد من 8000 طائرة. وفي المتوسط، ففي كل 10 ثوان، تقلع طائرة من صنع الشركة هنا وهناك، حاملة أكثر من 145 مليون مسافر، سنويا.
وتعتبر "Embraer" شركة رائدة في مجال تصنيع الطائرات التجارية التي يقل عدد مقاعدها عن 150 مقعد، والمصدر الرئيسي للسلع ذات القيمة المضافة العالية في البرازيل. وللشركة وحدات صناعية ومكاتب ومراكز خدمة وتوزيع قطع الغيار في جميع أنحاء الأمريكتين وإفريقيا وآسيا وأوروبا. ويوجد مقرها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بسنغافورة، في حين يقع مقرها بالصين في بكين.