الانفصال وتهريب الأموال إلى بناما يخيمان على محاكمة الريف

احتجاجات الريف / صورة: ياسين تومي
تيل كيل عربي

فجر كتاب شخصي للمعتقل ابراهيم ابقوي، محاكمة معتقلي حراك الريف، قبل رفعها مساء أمس الجمعة ، للتأخير إلى يوم الاثنين المقبل وسط الفوضى والتوتر الذي عم الجلسة.

تحولت قاعة الجلسات رقم 7 التي تحتضن أطوار الملف إلى حلبة للصراخ والتراشق الكلامي بين جميع الاطراف سواء الوكيل العام، ودفاع الدولة المغربية "الطرف المدني" ، ودفاع المعتقلين، وكذا المعتقلين أنفسهم، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي.

الزفزافي صرخ من داخل القفص الزجاجي قائلا "هذه المحاكمة لا تشرف البلاد ولا تحتاجها"، وتسائل "من يؤطر الجلسة الرئيس أم النيابة العامة أم الطرف المدني". وشرع الزفزافي في الصراخ من داخل القفص الزجاجي بعد احتحاج دفاع المعتقلين على تسليم المحكمة لدفاع الدولة المغربية كتاب المعتقل أبقوي، بعدما سلمته للنيابة العامة، للاطلاع على وثائقه، وتعليق ممثلها عليها بأنها لا تنفع المحكمة في شيء.

وكان حكيم الوردي ممثل النيابة العامة قال بعد الاطلاع على وثائق كتاب المتهم أبقوي إن "عبد الكريم الخطابي رمز من رموز التحرر العالمي والمغاربة كلهم يفتخرون به والرموز التاريخية ليست موضوع محاكمة"، مضيفا أن الوثائق في الكتاب لا تنفع المحكمة في شيء ولا تفيد التهم الموجهة إليه والمتابع بها، ولكنها قد تفيده في مساره الشخصي.

واعترض دفاع المعتقل على ماقاله الوكيل العام قائلا إن النيابة العامة ليس من حقها أن توجه الدروس للمتهم وطالب بارجاع الكتاب للمتهم لأنه سلمه للمحكمة ليفسر المراحل التاريخية ل"علم المقاومة الريفية"، الذي جرى حمله خلال الحراك، وتعتبره النيابة العامة علم جمهورية الريف، وليبرر للمحكمة أنه علم مقاومة وليس علم انفصال.

وأضاف الدفاع أنه سلمه لرئيس الجلسة للاطلاع به على رسالة لعبد الكريم الخطابي موجهة للسلطان التي ينفي فيها طموحه للوصول لمنصب أو رئاسة او سلطة، ومضمون لقاء حواري بين الملك محمد الخامس والخطابي في القاهرة، وصورة تجمعهما في اللقاء ذاته.

وهنا انتفض الزفزافي قائلا من داخل القفص الزحاجي "حاكموا أميناتو حيدر من تصف البلاد بالاحتلال، وحاكموا من نهب 147 مليار ومن هرب أموال البلاد إلى بانما، الموت أحب إلينا من العيش"، وقال أيضا "من يؤطر هذه الجلسة.. أعدلوا هادشي عيب وعار.. تدخل النيابة العامة ينم عن حقد اتجاه تاريخ الريف وبلادنا لا تحتاج إلى هذه المحاكمة.. خصوم الوحدة الترابية يرقصون من هذه المهزلة ".  وتفجرت الأوضاع في الجلسة، وشرع باقي المتهمين في الصراخ والحديث ودخلوا في مشاداة كلامية مع النيابة العامة، وكذا دفاع الدولة المغربية بعد اطلاعه على وثائق كتاب المعتقل أبقوي.

واحتد التلاسن بين المتهمين ودفاعهم مع ممثل النيابة العامة، حكيم الوردي، الذي شرع أيضا في الكلام وسط الفوضى والصراخ العارمين اللذين لم يعد يسمع فيهما أي صوت سوى صوت الصراخ، حيث قال متوجها بالنظر للمعتقلين "هذا سلوك يعبر عن تمرد بنيوي غير مقبول"، وطالب كاتب الضبط بتسجيل ما قاله المتهمون وما وصفه ب "النعوت القدحية" التي وصفوا بها النيابة العامة في محضر الجلسة.

وكان المتهم أبقوي سلم كتابه الشخصي وبه عدة وثائق تخصه، بعد استئناف جلسة استجوابه، إلى رئيس الجلسة ليطلع على رسالة كتب فيها عن تاريخ المقاوم محمد عبد الكريم الخطابي، وصورة تجمعه بالملك محمد الخامس بالقاهرة، فسلم الرئيس الكتاب بدوره لممثل النيابة العامة الذي اطلع عليه.