الزايدي لـ"تيلكيل عربي": يجب رفع الطموح المناخي في "كوب 29" لمواجهة تسارع تغيرات المناخ

خديجة قدوري

يشارك المغرب في إطار التاسعة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 29)، المنعقدة في باكو بأذربيجان.

وفي هذا الصدد، قال عمر الزايدي، كاتب في مجال علم البيئة وعضو في الائتلاف المغربي للعدالة المناخية، في تصريح لـ"تيلكيل عربي": "الموضوع المطروح في قمم المناخ، خصوصا في إطار اتفاقيات الأمم المتحدة، وخصوصا اتفاقية باريس الصادرة عن قمة الأطراف 21، في سنة 2015، التي أصبحت مرجعا أساسيا، هو ضرورة العمل على الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى ما دون 2 درجة مئوية، وإن أمكن 1.5 درجة، سيكون أفضل".

وأضاف الزايدي: "للأسف، نحن في عام 2024، وقد وصلنا إلى أكثر من 1.2 درجة مئوية من الاحترار، فكيف سيكون الحال بنهاية القرن؟ الوضع بالغ الخطورة ويستدعي اتخاذ قرارات عاجلة للحد التدريجي من الاعتماد على الطاقة الأحفورية؛ مثل البترول والغاز والفحم الحجري".

وتابع المتحدث نفسه: "إن التزام كل دولة بمساهماتها في خفض الانبعاثات (NDC) ورفع الطموحات بشكل كبير أمر ضروري. فحتى إذا التزمت جميع الدول بالالتزامات الحالية، فإننا نتجه نحو ارتفاع قدره 4.7 درجات مئوية، وفقا للأمم المتحدة. كما أنه من الضروري تخصيص 100 مليار دولار سنويا لتمويل إجراءات "التكيف" و"الحد من الانبعاثات". وكان من المفترض أن تبدأ هذه العملية، منذ عام 2020، لكننا على أعتاب عام 2025، ولم يتحقق شيء من ذلك بعد".

وأشار الزايدي إلى أنه "تم الاتفاق على تعويض الخسائر والأضرار، ولكن لم يتم إدراج هذا الموضوع في جدول أعمال المؤتمر الأول في قمة 27 بشرم الشيخ، بسبب ضغوط بلدان الجنوب والمجتمع المدني، في إطار نضالهم من أجل العدالة المناخية. وفي قمة 28، تم تفعيل هذا المقتضى؛ حيث أصبح الحديث يدور حول إنشاء صندوق يمول سنويا بمبلغ 100 مليار دولار".

وفي سياق متصل، شدد على أن "لوبيات الطاقة الأحفورية ستكون حاضرة بشكل مكثف، رغم أنني لا أعرف عددهم في مؤتمر كوب 29، إلا أنهم كانوا 636 في قمة شرم الشيخ، و2500 في قمة دبي؛ مما يعني أن الوضع سيظل على حاله رغم خطورة التغيرات المناخية والانهيار المقلق للتنوع البيولوجي".

وأفاد الزايدي أن "النقاشات ستركز بشكل رئيسي على مسألة التمويل؛ حيث تطالب بلدان الجنوب بتخصيص 1300 مليار دولار سنويا بدلا من 100 مليار، كما يجب أن نأخذ في الاعتبار أن أذربيجان تعتمد بنسبة 98 في المائة على النفط في اقتصادها، وبالتالي، فهي ستدافع عن استمرار الاعتماد على الطاقة الأحفورية. علاوة على ذلك، أبرمت عدة اتفاقات تصديرية لا علاقة لها بالمغرب في هذا المجال".

وختم تصريحه بالقول: "المغرب يواصل عملية التنقيب التي حققت نتائج واعدة، بالإضافة إلى مشروع خط الغاز بين نيجيريا والمغرب. وفي الوقت ذاته، يعمل على تعزيز قدراته في مجال الطاقة البديلة. خلال المؤتمر، تعمل الدول ضمن مجموعات للضغط، والمغرب يشارك في ثلاث مجموعات رئيسية: 1- مجموعة الـ77 + الصين، 2- المجموعة الإفريقية، 3- المجموعة العربية".