أطلق المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي استشارة مواطنة عبر منصة "أشارك" لاستقاء تمثلات واقتراحات المواطنات والمواطنين حول موضوع استعمال الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي، في الفترة ما بين 19 يناير و 15 مارس 2024.
وسجلت نتائج الاستشارة أن أكثر من نصف المشاركات والمشاركين أن لديهم، على الأقل، طفل واحد لا يتعدى عمره 18 سنة، 47.65 في المائة منهم يتوفرون على هاتف ذكي حصلوا عليه بعد بلوغهم 12 سنة.
كما أفاد 36.91 في المائة أن أطفالهم نشيطون على شبكات التواصل الاجتماعي.
هل السوشال ميديا مفيدة للطفل؟
وعبرت الخلاصة الأولى التي أظهرتها الإجابات عن تمثل سلبي، نوعا ما، بخصوص شبكات التواصل الاجتماعي.
ورأى ما يقرب من 58 في المائة من المشاركات والمشاركين أن شبكات التواصل الاجتماعي ليست مفيدة للأطفال، ولم يأخذوا في الاعتبار آثارها الإيجابية المحتملة إلا ابتداء من 15 سنة (41.35 في المائة).
وأكد هذا الرأي نسبة عالية من المشاركين، الذين عبروا عن قلقهم بخصوص استخدام الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي (69 في المائة)، في حين عبر 21 في المائة عن حيرتهم إزاء هذا الاستخدام.
مع أم ضد استعمال الطفل للسوشال ميديا؟
واتفق غالبية المشاركات والمشاركين على كون شبكات التواصل الاجتماعي تشكل خطرا كبيرا على الأطفال الذين يقل عمرهم عن 12 سنة.
واعتقد 58.38 في المائة منهم أن هذا الخطر يتواصل بشكل أقل حدة بعد هذا العمر.
كم يمضي الطفل على السوشال ميديا؟
وأفادت نتائج الاستشارة بأن الأطفال يقضون على شبكات التواصل الاجتماعي ما بين ساعة إلى أكثر من ثلاث ساعات، يوميا.
وتابعت أن حوالي 44 في المائة من الأطفال يخصصون ما لا يقل عن ثلاث ساعات، يوميا، على هذه المنصات.
من جهة أخرى، صرح أكثر من 14 في المائة من المشاركات والمشاركين بأنهم لا يعرفون الوقت الذي يقضيه أطفالهم على هذه المنصات.
مراقبة الطفل
نظرا للمخاوف التي يتقاسمها العديد من أولياء الأمور حول المخاطر المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي، فإن الغالبية الساحقة (87 في المائة تقريبا) يراقبون استخدام أطفالهم لها؛ حيث تعتبر المراقبة ضرورية بالنسبة لـ40 في المائة منهم، بينما يلجأ 47 في المائة منهم إلى طرق أخرى، وإن كانت بشكل غير مباشر .
وتتم هذه المراقبة، بشكل أساسي، عن طريق تحديد أوقات الربط بالإنترنت، التي يلجأ إليها 64.46 في المائة من أولياء الأمور، أو عن طريق المراقبة المباشرة لشاشة الطفل، التي يعتمدها 42.15 في المائة منهم.
وينبع الشعور بعدم الثقة لدى الوالدين إزاء مواقع التواصل الاجتماعي، أساسا، من تجربتهم الخاصة.
وأكد أزيد من 60 في المائة من المشاركات والمشاركين أنهم سمعوا عن حالة واحدة، على الأقل، من حالات الانتهاك الجسدي أو النفسي للطفل المرتبط بهذه المنصات.
وتعود أسباب هذه المخاوف، بشكل أساسي، إلى طبيعة الرسائل والمحتويات التي يتعرض لها الأطفال، لاسيما تلك التي تكتسي طابعا جنسيا أو إباحيا (66.97 في المائة)، وكذا المحتويات المحرضة على الكراهية والعنف (55.51 في المائة).
وأفادت ما يقرب من نصف الإجابات (46.07 في المائة) أن هذه المخاطر تتمثل في حالات التحرش الإلكتروني، بينما أشارت ثلث الإجابات إلى حالات لاختراق الحسابات.
علاوة على ذلك، كان لأكثر من ثلاثة أرباع الحوادث المشار إليها تأثير سلبي على سلوك الطفل (77.98 في المائة).
منصات التحسيس
وكشفت نتائج الاستشارة أن المنصات المخصصة لتحسيس الجمهور بمخاطر شبكات التواصل الاجتماعي على الأطفال والشباب لا تزال غير معروفة، إلى حد كبير.
وسجلت أن 14 في المائة فقط يعرفون منصة "e-himaya.gov.ma"، و9 في المائة على علم بوجود منصة "Cyberconfiance.ma"، و7 في المائة يعرفون منصة "koun3labal.ma".
وأكدت غالبية المشاركات والمشاركين (88 في المائة) على أهمية إدماج التربية الرقمية في المناهج الدراسية، وهو ما يفيد أهميتها بالنسبة لأولياء الأمور، خاصة في الحد من المخاطر المرتبطة باستعمال الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي، على المدى البعيد.
يشار إلى أن عدد التفاعلات في هذه الاستشارة بلغ 934 شخصا، أجابوا على الاستبيان.
وتوزعت الإجابات بين الرجال بنسبة 54 في المائة، والنساء بنسبة 46 في المائة.
ولم تتعد أعمار 50 في المائة من المستجوبين 35 سنة (أكثر من 33 في المائة ما بين 18 و24 سنة)، بينما بلغت نسبة الفئة العمرية 35-44 سنة أكثر من 21 في المائة، وأكثر من 21 في المائة، أيضا، بالنسبة للفئة العمرية 45-59 سنة، فيما لم يتجاوز من فاقت أعمارهم 60 سنة نسبة 7 في المائة.
وتشكلت غالبية المشاركين من ذوي المستويات الجامعية (94 في المائة)، قرابة نصفهم من الأطر (40.78 في المائة)، بينما شكل الطلبة أكثر من الثلث (35 في المائة)، وينحدر 9 من أصل 10 من الوسط الحضري (92 في المائة)، نصفهم (أي 50.59 في المائة) من جهتي الرباط - سلا - القنيطرة (32.65 في المائة)، والدار البيضاء - سطات (17.94 في المائة).