خبير سياحي: ورززات تواجه تراجعًا سياحيا كبيرا في 2024

خديجة قدوري

أعلن مرصد السياحة أن ليالي المبيت في المؤسسات الفندقية المصنفة بالمغرب شهدت زيادة بنسبة 10بالمائة في نهاية شتنبر 2024.

وأوضحت بيانات المرصد لشهر شتنبر 2024 أن هذا التحسن يعود إلى زيادة ملحوظة بنسبة 16 بالمائة في ليالي مبيت السياح الدوليين، بينما سجلت السياحة الوطنية تراجعًا طفيفًا بلغ 2 بالمائة.

القطاع السياحي المغربي يشهد انتعاشًا ملحوظًا في 2024

في هذا السياق، أكد الزوبير بوحوت، الخبير في مجال السياحة، أن "قطاع السياحة المغربي يشهد تحسنًا ملموسًا خلال عام 2024، حيث حقق نتائج متميزة خلال شهر شتنبر، وتشير البيانات إلى ارتفاع ملحوظ في عدد السياح الوافدين، الليالي السياحية، والعائدات بالعملات الأجنبية، متجاوزة بشكل واضح الأرقام المسجلة في شتنبر 2023، الذي تأثرت نتائجه بتداعيات زلزال الحوز".

.أشار الخبير، إلى أن "إجمالي عدد السياح الوافدين في شتنبر 2024 بلغ 1,281,101 سائح، مسجلًا ارتفاعًا لافتًا بنسبة 33 بالمائة مقارنة بـ 963,785 سائحًا خلال شتنبر 2023. كما حققت الوافدات من المملكة المتحدة نموًا بنسبة 81 بالمائة، ومن إيطاليا بنسبة 89 بالمائة، ومن ألمانيا بنسبة 40 بالمائة. وشهدت مدن مثل مراكش وأكادير زيادات ملحوظة في أعداد السياح".

وأضاف بوحوت، أن "الفترة الممتدة من يناير إلى شتنبر 2024 سجلت إجمالي 13,094,762 سائحًا، بزيادة بلغت 18 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق التي استقبلت 11,121,964 سائحًا. هذه النتائج تعكس قدرة القطاع السياحي على تجاوز التحديات السابقة وتعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية ذات جاذبية متزايدة على الصعيد الدولي".

تعزيز الربط الجوي والبحري يدعم انتعاش السياحة المغربية

وذكر بوحوت أن "هذا الانتعاش يعود إلى جملة من العوامل الأساسية، أبرزها تعزيز الربط الجوي والبحري عبر إطلاق خطوط مباشرة جديدة بين المغرب وأهم الأسواق الأوروبية والعالمية. كما كثف المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT) جهوده ترويجية من خلال حملة "المغرب أرض النور"، التي لعبت دورا بارزا في تعزيز الحضور الدولي للمملكة. إلى جانب ذلك، عزز المغرب مشاركته في المعارض والفعاليات العالمية، بالتنسيق مع الفاعلين في القطاع السياحي، وتنظيم زيارات ميدانية لمشغلي الرحلات والصحفيين والمؤثرين الإعلاميين".

ولفت بوحوت إلى أن "أحد العوامل البارزة التي ساهمت في هذا الانتعاش يتمثل في تعزيز حضور المغرب على الساحة الدولية، لاسيما من خلال مشاركته في إكسبو دبي بين أكتوبر 2021 ومارس 2022، بالإضافة إلى الصدى الإعلامي الكبير الذي حققه المنتخب الوطني خلال مشاركته في كأس العالم 2022 بقطر. هذه المحطات أسهمت في ترسيخ صورة المغرب كوجهة سياحية حيوية، مما استقطب أعدادًا متزايدة من الزوار من مختلف أنحاء العالم. كما لعب تطوير الروابط الجوية والبحرية، خصوصًا مع فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، دورًا حاسمًا في تسهيل الوصول إلى المغرب وتعزيز هذه الديناميكية الإيجابية".

انتعاش السياحة في مراكش وأكادير رغم زلزال الحوز

وعن المناطق التي استفادت بشكل كبير من هذا الانتعاش، قال بوحوث، إن "مراكش تبرز في المقدمة مع زيادة بنسبة 71 المائة في الوافدين في شتنبر 2024 مقارنة بـ 2023، وزيادة تقدر بـ 32 المائة في إجمالي السنة. كما شهدت أكادير نموًا مهمًا بلغ 46المائة في شتنبر، مدعومةً بطلب قوي من الأسواق الأوروبية".

وتابع بوحوت قائلا "كما شهدت منطقة الحوز، التي تأثرت بالزلزال في 2023، انتعاشًا مع زيادة قدرها 16 المائة في عدد الوافدين. ومع ذلك، تظل هذه المنطقة هشة وبعيدة عن المستويات التي كانت عليها قبل الكارثة. وقد بدأت الجهود الرامية إلى ترميم البنية التحتية وتعزيز السياحة المحلية تؤتي ثمارها، لكن الوضع ما زال يتطلب متابعة مستمرة".

وفي سياق متصل، كشف بوحوت، أن "الليالي الفندقية أظهرت في المؤسسات السياحية المصنفة تقدمًا ملحوظًا في نهاية شتنبر 2024. وتواصل مراكش وأكادير الاستفادة من هذه الزيادة، مع زيادات تقدر بـ 12 المائة و16 المائة على التوالي في الليالي. بالمقابل، تكافح مدن مثل فاس وطنجة لتحقيق التوقعات، رغم أن طنجة سجلت زيادة طفيفة بنسبة 4 المائة. كما شهدت العائدات السياحية بالعملات الأجنبية تقدمًا، حيث بلغت 87,083 مليون درهم في الفترة من يناير إلى ستنبر 2024، بزيادة قدرها 8,4 المائة مقارنة بعام 2023".

ورززات تواجه تراجعا سياحيا كبيرا بسبب تحديات هيكلية

وأوضح الخبير السياحي أن "بعض المناطق ما زالت تواجه تحديات كبيرة. فعلى سبيل المثال، سجلت فاس انخفاضًا بنسبة 5 المائة في شتنبر 2024 مقارنةً بشهر شتنبر 2023، مما يعكس الصعوبة التي تواجهها المدينة في استعادة حيويتها السياحية السابقة. أما الرباط، فقد شهدت نموًا طفيفًا بنسبة 4 المائة، دون أن تحقق تقدمًا ملحوظًا، رغم الجهود المبذولة لتطوير وتحسين عرضها السياحي".

واسترسل قائلاً إن "ورززات، التي تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، تمر في الوقت الحالي بحالة مقلقة للغاية. على الرغم من الجهود الترويجية والمشاركة الفعالة للمغرب في الفعاليات الدولية، فإن المدينة تشهد تراجعًا ملحوظًا. ففي عام 2024، سجلت ورززات انخفاضًا بنسبة 20 المائة في عدد الوافدين، كما تراجعت الليالي السياحية بنسبة 11 المائة بين يناير وأغسطس مقارنة بالعام الذي قبله".

وعن أسباب هذا التراجع، أشار إلى أن "هناك عدة عوامل تساهم في ذلك، أبرزها المشاكل الهيكلية مثل سوء التدبير المحلي وعدم اهتمام المسؤولين بتطوير هذه الوجهة السياحية. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف الاتصال الجوي وتعقيد الروابط البرية، خاصة عبر ممر تيشكا، قد ساهم بشكل كبير في انخفاض الإقبال السياحي. كما تراكمت الديون على الوحدات الفندقية، مما أدى إلى إغلاق العديد منها، مما زاد من تفاقم الأزمة. ورغم وجود برامج لإعادة التأهيل ووعود بتحسين الوضع، إلا أن المنطقة لا تزال تكافح للانتعاش بسبب غياب استراتيجيات واضحة وإرادة محلية حقيقية".