أفاد تقرير مرصد برنامج الأطلس الكبير لإعادة البناء بعد الزلزال بأن عملية إعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المتضررة من الزلزال جزء من المكون الأول للبرنامج، ولها نفس الطابع الملح؛ مثل إعادة الإسكان وإعادة الإعمار.
وأوضح التقرير أن البرنامج يهدف إلى فك العزلة عن هذه المناطق وتطويرها، كما يتضمن هذا الهدف الاستثمار في البنية التحتية الجديدة في الجهات المعنية، على مستوى الطرق والجسور والسدود وغيرها، مضيفا أن هذا المحور يقدم تحليلا لعمل السلطات العمومية، خلال الاثني عشر شهرا الماضية، والذي يغطي الهدفين المعلنين من إعادة التأهيل وفك العزلة.
وأشار المصدر ذاته إلى أنه لتقييم هذا الإجراء، تم الاعتماد على المعطيات التي نشرتها اللجنة بين الوزارية، وعروض تقديم الميزانيات القطاعية، خلال دراسة مشروع قانون المالية لسنة 2024 في البرلمان، بالإضافة إلى رصد طلبات العروض المتعلقة بقطاع التجهيز والفلاحة، من أجل قياس ديناميكيات الطلبيات العمومية في هذه المجالات، في الأشهر الأخيرة.
وعن إجراءات فك العزلة، لفت التقرير إلى أن وزارة التجهيز قامت بجدولة الأعمال المتعلقة بهذه الأوراش، ويأتي تمويل هذا العمل، وكذا تمويل عملية فك العزلة عن المناطق المنكوبة، من موارد الصندوق 126، مشيرا إلى أن الحكومة أعلنت عن تخصيصها 2,5 مليار درهم لفائدة قطاعات الصحة والتعليم والفلاحة والتجهيز، ومن هذه الميزانية، تم تخصيص 810 مليون درهم للبنية الأساسية للطرق (الطرق الجهوية).
وتابع أنه تضاف إلى هذه الميزانية مساهمة جهة مراكش آسفي. كما سيتم توفير التمويل المحدد مسبقا لبرنامج التنمية الإقليمية. ومن جانبها، فالجماعات الترابية المتضررة من الزلزال مطالبة بتقديم طلبات إلى الجهات للاستفادة من تمويل مشاريع البنية التحتية (الطرق الإقليمية والطرق الغير المصنفة)، خارج ميزانيتها العادية.
كما ذكر التقرير أن اللجنة بين الوزارية أعلنت عن تمويل اقتناء معدات لفتح الطرق المغلقة بكلفة 160 مليون درهم، من أجل تعزيز تجهيزات وزارة التجهيز في العمالات، بالإضافة إلى تخصيص ميزانية قدرها 300 مليون درهم لتكاليف إزالة الأنقاض.
وأوضح التقرير أنه تم تخصيص ميزانية قدرها 810 مليون درهم من الصندوق 126، لترميم الطرق المتضررة، وخاصة فتح طريقين وطنيين؛ مما يسمح، جزئيا، بفك العزلة عن الدواوير النائية بإقليم الحوز، وعلى وجه التحديد، بالقرب من مركز الزلزال (إغيل).
وأضاف أن المشروع الأول الذي تم تمويله هو الطريق رقم 7 الذي يربط بين ويركان وتلات نيعقوب بالحوز، على مسافة 34 كلم؛ حيث أن هذا المشروع يتيح فتح وتوسيع هذه الطريق، بكلفة إجمالية قدرها 340 مليون درهم.
وفيما يتعلق بمشروع الطريق الرئيسية الثانية، أورد التقرير أنه يتعلق بالطريق الرابط بين تيزي نتاست وتافوغالت؛ حيث سيعمل هذا المشروع على فك العزلة عن دوارين في عمالتين (تارودانت والحوز). وتقدر ميزانية هذا المشروع بـ178 مليون درهم، بالإضافة إلى مشاريع بالغة الأهمية؛ مثل ترميم وبناء 54 كيلومترا من الطرق غير المعبدة والطرق القروية، مسجلا أن اللجنة أعلنت أن نسبة تقدم هذه المشاريع بلغت 88 في المائة.
كما أفاد التقرير بأن وزارة التجهيز والماء أعلنت عن تخصيص ميزانية قدرها 117 مليون درهم. كما أعلنت اللجنة بين الوزارية عن تمويل إعادة تأهيل المعدات الهيدرو الفلاحية في مساحات الري الصغيرة والمتوسطة، وموافقتها على مشروع بناء سد "تاسا ويركان" بسعة تخزينية تبلغ 3 ملايين م3، بكلفة تناهز 450مليون درهم، وعن تمويل لتطوير 126 كيلومترا من الساقيات المدمرة كليا أو جزئيا؛ بحيث وصلت نسبة الإنجاز في هذا المشروع إلى 75 في المائة.
وفي سياق متصل، ذكر التقرير أن السكان الذين تمت مقابلتهم من منطقتي الحوز وشيشاوة أكدوا إطلاق مشاريع إعادة تأهيل الطرق، مع تسجيل توقف العديد منها، بسبب عدم إطلاق طلبات العروض.