صحفي دولي لـ"تيلكيل عربي": الموقف المغربي ضد "1XBET" يمثل بداية تحول لمكافحة الرهان غير القانوني بإفريقيا

أمينة مودن

تتواصل ردود الفعل الدولية المُشيدة بالموقف المغربي القوي، الذي عبر عنه الوزير المنتدب فوزي لقجع، طالب من خلاله بالتصدي لأنشطة شركة الرهان الرياضي "1XBET" غير القانوني، في اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، يوم الجمعة 6 دجنبر 2024.

لقجع وخلال الاجتماع، شرح بالتدقيق خطورة نشاط "1XBET"، غير القانوني وتأثيره على التدفق المالي غير متحكم فيه، باعتبار أن الأشخاص الذين اختاروا الرهان عبر الانترنيت، يدفعون ثمن ذلك بالعملة الصعبة، ثم يغادرون بأريحية.

فوزي لقجع، الذي يشغل منصب رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم،  كشف أن الشركة الروسية عرضت على عدد من أندية البطولة الاحترافية عقود رعاية، كما طرقت باب الجهاز الكروي، إلا أن موقف الجامعة كان رفض التعامل معها.

ودق المسؤول الحكومي ناقوس الخطر، باعتبار أن  شركة الرهان الرياضي "1XBET" غير القانونية، وصلت إلى المؤسسات الدولية، ونجحت في أن تصبح راعياً للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي تعد الجهاز المشرف على اللعبة في القارة السمراء.

في سياق ما سبق، تواصل "تيلكيل عربي" مع الصحفي الدولي الشهير فيليب أوكلير، الذي أشاد بالموقف المغربي من شركة الرهان الرياضي غير القانوني، واعتبره الأول من نوعه في القارة السمراء.

كما سلط أوكلير الضوء على الوضع الذي ستعيشه الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم خلال "كان 2025"، باعتبار المغرب مستضيف البطولة، والجهاز الكروي لديه عقد رعاية طويل الأمد مع "1XBET".

كيف ترى التصريح القوي لفوزي لقجع بشأن شركة "1XBET"، في الوقت الذي لم تتخذ بعض الدول بعد موقفا رسميا حيال أنشطتها؟

موقف فوزي لقجع،  الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، كان خطوة في غاية الأهمية، لأنه الأول من نوعه.

لا أتذكر أن أي مسؤول رفيع المستوى أو وزير من أي دولة قد تحدث بشكل واضح بهذا الشكل عن مسألة المراهنات الرياضية غير القانونية وخاصة  الشركة الروسية "1xBet" غير القانونية.

في رأيي الشخصي، ما يميز هذا الموقف المغربي القوي هو ذكر الأسماء بشكل صريح، حيث تم الحديث بشكل مباشر عن "1xBet" ، التي توسع أنشطتها في إفريقيا بشكل غير قانوني وبه الكثير من الشوائب، وأمل أن يُشجع موقف فوزي لقجع دولا أخرى في القارة السمراء وخارجها، للحديث والتنديد بشكل مباشر بأنشطة هاته الشركة.

وكما تابعت فإن عددا من الدول تكتفي فقط بالتنديد بالرهان الرياضي غير القانوني بشكل عام، دون توجيه الحديث للشركات التي تنشط بشكل مشبوه.

فوزي لقجع حدد بشكل دقيق لمن يريد توجيه خطابه، باعتبار أن "1XBET" أصبحت أكبر شركات الرهان الرياضي غير القانوني التي تنشط في إفريقيا، وأتمنى أن تأخذ الدول المجاورة للمغرب وبقية القارة هذه التصريحات على محمل الجد، وأن تعيد التفكير في علاقتها مع هذه الشركة في بلدانها.

 لا يزال هناك العديد من الدول الإفريقية التي للأسف تمكنت"1xBet" من التوسع بها بشكل مريب، إما من خلال تعاون غير قانوني أو باستخدام تراخيص تم الحصول عليها بطرق غامضة، كما يمكننا القول.

كيف يمكن أن تؤثر المواقف الرسمية للمغرب ضد "1XBET على الدول الأخرى التي لم تتخذ بعد إجراءات حازمة ضدها؟

بالفعل، هذا موقف معارض مهم، وربما يكون خطوة قد نتذكرها في المستقبل كنقطة بداية لمراجعة دور هذه الشركة في القارة الإفريقية.

وفي ما يتعلق بالتأثير الذي قد يكون لهذا التصريح على الدول الأخرى، سأقول: من الممكن أن يتحدث وزير بحرية ويقول ما يعرفه الجميع، لكن لا أحد يجرؤ على قوله علنا، وهذا ما قام به الوزير المغربي في اجتماع رسمي  للجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب عندكم.

الأنشطة التي تقوم بها شركات مثل "1xBet" لها تأثير سلبي هائل يتجاوز التأثير الذي يمكن أن تسببه  شركات الرهان القانونية من حيث الإدمان. تأثيرها تحول أيضا لآفة اجتماعية، ونحن نعرف جميعًا ذلك، مع ذلك هناك من يصر على تجاهله.

شركة "1XBET" تعمل وتنشط بطريقة غامضة أو غير قانونية، والواقع أن عالم كرة القدم، الذي يعتبر هدفًا مفضلاً لهذه الشركات لترويج أسمائها، لم يتفاعل بشكل كافٍ مع تقدم هذه الشركات وتوسعها، رغم المشاكل القانونية التي تسببها، إضافة إلى تجاهلها للتنظيمات المحلية والقوانين المحلية.

برأيك، ما الأضرار التي تسببها أنشطة شركات مثل "1XBET"، التي توسع نشاطاتها بشكل مقلق ومشبوه؟

الجميع يعرف أن توجه هاته الشركات غير القانونية هو العمل كقنوات لغسل الأموال، لكن من المؤسف أن لا أحد يفعل شيئاً.

وبالنسبة للأندية الرياضية التي تُبرم عقودا مع "1XBET"، فهدفها هو جني المال الذي توفره عقود الرعاية، والأمر نفسه ينطبق على الاتحادات الكروية و الكونفدراليات، وكما في السابق، تحاهل أضرارها الكارثية.

العقود التي تبرمها هذه الشركات أي لأندية والمنظمات تختار تجاهل السؤال عن من هم شركاؤهم؟ وما إذا كانوا حلفاء نزيهين للرياضة أم لا؟

كما أن لهاته الشركات تأثير على  موارد اليانصيب الوطنية التي تدعم الرياضة على المستويين الاحترافي وأيضا للهواة، وهذا أمر معروف جيدا في المغرب، وكذلك في معظم البلدان التي كان فيها حتى وقت قريب احتكار الدولة لشركات الرهان. 

أما بالنسبة للأندية والاتحادات، فهناك مشكلة حقيقية ستظهر، وهي أن المغرب يستعد لاستضافة كأس الأمم الأفريقية 2025، و"1XBET" ستكون أحد الشركاء الأساسيين للكونفدرالية الإفريقية للعبة، بالتالي، قد نجد أنفسنا في وضع غير معقول، حيث أن الدولة التي تستضيف أكبر منافسة رياضية في إفريقيا تضطر لقبول لافتات إعلانية تشيد بفضائل شريك تجاري ملاحق قانونيا في الأراضي فوق تراب المغرب.. هذا أمر لا يُمكن تصوره.

لا أجد كلمات للتعبير عن ذلك، ولا يمكن تصور الوضع، وأتساءل هل ستتخذ الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم قرارا بإلغاء هذه العقود؟ بالطبع، سيكون من الأفضل للجهاز الكروي إعادة النظر في هذا الأمر لأننا في وضع غير مقبول على الإطلاق.